لليلى عبد اللطيف محطة على lbci مع برنامج «التاريخ يشهد» الذي يعرض في نهاية كل شهر. بات مألوفاً لدى اللبنانيين والعرب إفراد هذه المساحة لـ «صاحبة الإلهام» كي تطالعنا بالصور التي «عصفت في ذهنها» وبتوقعاتها لما سيحدث. طبعاً هذه الحلقات تتضمن عادةً تقارير تولّف بطريقة ماكرة ماذا توقعت عبد اللطيف وماذا تحقق منها.
وإن لم يحدث شيء، فلا بأس بتمديد عمر التوقع الى أجل مسمى أو غير مسمى! ظهور المنجمين والمشعوذين بات فلوكلوراً لبنانياً بامتياز تتوالى على «تجسيده» مجموعة من اللبنانيين تحت ألقاب مختلفة، على أن تكون ليلة رأس السنة المسرح الأبرز لهم حيث المنافسة المحتدمة بين المحطات والتسابق على أسماء عمل بعض الإعلام طويلاً على الترويج لها، فباتت من المسلّمات. لكن ماذا يحصل اليوم؟ في زمن الخوف والحروب والمصير المجهول الذي يحيط بلبنان والمنطقة، يدخل الإعلام ومشعوذوه الى السوق التلفزيونية مستبقين «الليلة الكبرى»، ليلة رأس السنة. والتبرير يتوزع في اتجاهات عدة كالادعاء بأن «التوقعات باتت متنفساً» أو فرصة «لاستشفاف المرحلة المقبلة»، أو قد يأتي التبرير بأن استضافة المنجم أو عالم/ة الفلك يندرج تحت «السبق الصحافي» باستباق كشف فحوى الكتاب السنوي للتوقعات قبل صدوره.
للأسبوع الثاني على التوالي، يخرج علينا شادي خليفة كل ثلاثاء على «الجديد» بحفلة من التوقعات، مع استديو ضخم ومؤثرات بصرية وصوتية،
اكتشاف «مواهب» جديدة في هذا المجال مع جومانة وهبي

افتتحها عالم الفلك سمير طنب. وتلاه الوجه الجديد على الشاشة جومانة وهبي (عالمة الطاقة والفلك)، على أن يحلّ المنجم سمير زعيتر أيضاً ضيفاً على برنامج التوقعات الأسبوع المقبل. إعلانات ترويجية تستخدم اللعب على أعصاب الناس وتوهمهم بأن هؤلاء يملكون مفاتيح الغيب. هكذا تتطاير العناوين الكبرى المؤثرة في المنطقة من تأهب إسرائيل واحتمال شن حرب على لبنان، الى توقع محاولات اغتيال قادة من 14 آذار، بالإضافة الى الملف السوري الداخلي الممتد الى لبنان. واللافت في هذه الحلقات التبرير الذي أرفق بها بأنها أتت لتكشف «المجهول (..) الذي أصبح هاجس كل مواطن»، وايضاً الحاجة الماسة الى مثل هذه التوقعات. وفي تغيير واضح «لأجندته» السنوية، استضاف «ع سطوح بيروت» (إعداد وتقديم داليا داغر) على otv الاعلامية وعالمة الفلك ماغي فرح في نهاية الشهر الماضي. اعتاد الجمهور على ظهور فرح في نهاية العام، فإذا بها تطل علينا قبل موعد رأس السنة بشهرين، بل قبل أن تنهي كتابها السنوي عن الأبراج وحركات الكواكب والفلك. طبعاً وضعت الحلقة في سياق «السبق الصحافي» بما أن داغر استطاعت «سرقة» الإعلامية اللبنانية من انشغالها بإنهاء كتابها الجديد ووضعت بعض تفاصيل هذا الكتاب على الهواء، طبعاً مع استعراض لما توقعته العام الماضي ومقارنته بما حدث. التفسير الوحيد لهذه الظاهرة التي تطل علينا اليوم من بوابة الشاشات المحلية هو المزيد من استغلال الظروف السياسية والاجتماعية والأمنية التي تقض مضاجع اللبنانيين «المعلقين بقشة»، والتسابق نحو إفراد مساحات أكبر للشعوذة في كسر للتقليد السنوي الذي لم يعد يشبع بطون الشاشات لليلة واحدة في السنة!