القاهرة | يحلّ الموسيقي المصري طارق عبد الله (1975 ــ الصورة) الليلة ضيفاً على «مترو المدينة» في بيروت، في سهرة فنية تحت عنوان «وصلة». بالتعاون مع مجموعة من الفنانين، أنتج عبد الله مشروع «وصلة» الذي يسعى إلى تقديم الموسيقى العربية الإثنية في إطار حداثي. وتُستلهم هذه الموسيقى من «النوبة» في أفريقيا، و«الفصل» في سوريا، كما يشير اسم المشروع إلى تقليد موسيقي مصري كان متبعاً في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر حتى الأربعينيات.
كذلك، جدّد العلاقة مع موسيقى العصر الذهبي من خلال وجهة نظر شخصية تجاه الموسيقى المصرية التقليدية. في ثلاث وصلات مختلفة، يقوم عبد الله في الأولى بتقديم مقام البياتي، ثم تتضمن الوصلة الثانية تقديم محمد القصبجي رائد العود المصري في القرن العشرين، ثم في الوصلة الثالثة يأتي مقام السيكا. لا يتخلّى الموسيقار السكندري عن عوده؛ فقد استمد إلهامه من العصر الذهبي للعود المصري (1910 ــ 1930) الذي ما زال محط دراسته الأكاديمية في جامعة «لوميير ليون 2» في فرنسا. بداية طارق عبد الله كانت من «بيت العود العربي» في القاهرة، وقد حصل منه على دبلوم في الموسيقى. يقيم الآن في مرسيليا، ويحضّر لأطروحة الدكتوراه في علم الموسيقى. أما مشروعه فيحمل عنوان «المهارة الفائقة (virtuosité) في فن العود خلال القرن العشرين»، تحت إشراف آن پينيسكو. كذلك، درّس علي في «بيت العود العربي» في قسنطينة في الجزائر، وعمان، و«المركز الثقافي المصري» في باريس. تولّى أيضاً مهمة إحياء العديد من ورش العمل في نطاق جمعية La Ruche في مرسيليا مع استمراره في إعطاء دورات تعليمية خاصة (تعليم فردي وجماعي: الاستيعاب التدريجي للتراث الموسيقي، والدورات الإيقاعية، وإتقان مهارات العزف، ومداناة الارتجال والتقسيم). محطات طارق عبد الله الفنية منوعة، بدأها بالتدريس، وورش الموسيقى، والدورات التدريبية، والإبداعات المختلفة. تعاون مع فنانين ينتمون إلى موسيقى وجغرافيات مختلفة ما بين المسرح، والموسيقى العالمية، وموسيقى عصر الباروك. أظهر عبد الله موهبة خاصة في فن العود، إذ استطاع مع حازم شاهين أن يكون من ضمن المؤسسين لفرقة «إسكندريلا» في شباط (فبراير) عام 2000. إلى جانب التعاون مع حازم شاهين، تلقى تعليمه على يد الموسيقار عبده داغر، وسعيد شرابي في الغناء المغربي، وداريوش طالاي في الموسيقى الفارسية في دير «روايومون» في فرنسا، قبل أن يحصل على دبلوم في الدراسات الموسيقية من «معهد فيلوربان» القومي. في ما يتعلق بأسلوب طارق عبد الله، فهو يقوم على تقديم حفلات عزف منفرد (ريسيتال)، أو ثنائيات (ديو)، أو على التعاون الجماعي (غروب) مع فنانين من آفاق موسيقية ومعرفية مختلفة. من ضمن هذه المجموعات، فرقة الباروك «غرافيتي»، وطومي سميث، وبينو إيدويس (جاز)، والموسيقار نصير شما، و«الأوركسترا الشرقية». والأخيرة عبارة عن مجموعة مكوّنة من 70 عازفاً، بينهم روس دالي، وزوربا جوش، وحازم شاهين، وعبده داغر، ومصطفى سعيد، وسعيد شرابي، وداريوس طالاي، والمنشد الصوفي زين محمود، وصاحب الإيقاع الفارسي بيجان شيمراني، ومانو تيرون (غناء قسطائي).
لم يتوقف طارق عبد الله عند عزف العود، بل وصنع موسيقى مسرحية «طائر النورس» التي ألّفها أنطون تشيخوف وأخرجتها فرقة L›Egrégore ، ليقدّم بعد ذلك مشروع «وصلة».

* «وصلة»: الليلة 21:30 في «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 76/309363