لم يكن في الحسبان أبداً أن برنامج «أراب آيدول 3» (الجمعة والسبت 20:00 على mbc) سيودّع في اختتام حلقته أوّل من أمس المشتركين العراقي عمّار الكوفي، والمصري محمد رشاد. كل النتائج والدلائل كانت تشير إلى أن رشاد سوف يصل إلى المرحلة النهائية، وربما قد لا يفوز بلقب «محبوب العرب»، إلا أنه كان سيستمرّ في رحلته مع برنامج المواهب الغنائية.
خروج المشترك المصري شكّل صدمة للجنة التحكيم التي تتألف من أحلام ونانسي عجرم ووائل كفوري وحسن الشافعي. وكان كلام الأخير خير معبِّر عن هذا الوضع عندما غدرته الكاميرا وهو يقول «إزاي يعني يخرج!».
بدوره، كان خروج المشترك العراقي غير متوقع بعدما أثنت اللجنة على أسلوبه الغنائي، خصوصاً عندما أدّى أغنية للفنان العراقي كاظم الساهر في إحدى الحلقات السابقة. إذاً، انقلبت الأمور رأساً على عقب، وودّع «أراب آيدول» مشتركين نالا أقلّ نسبة تصويت وفق القائمين على البرنامج، في مقابل بقاء هيثم خلايلة من فلسطين، وحازم شريف من سوريا، وماجد المدني من السعودية. وكان صمود المدني إلى نهائيات «أراب آيدول 3» غريباً. المشترك كان وقف في مرحلة الخطر أكثر من خمس مرات، ولكن الدعم المبالغ فيه الذي كان يتلقّاه من أحلام رفع من نسبة التصويت له. قبل أسبوعين، طلبت الفنانة الإماراتية من متابعيها على مواقع الاجتماعي الذين تطلق عليهم اسم «حلّومين»، أن يصوّتوا للمغني السعودي، ويبدو أنهم سمعوا كلامها. ومن المعروف أنّ أحلام تملك «جيشاً» من المتابعين الذين تتخطّى أعدادهم عشرة ملايين ناشط (تويتر وإنستغرام وفايسبوك). ودعم أحلام للمشترك السعودي لم يكن عبثياً، فهي تعرف أن الساحة الخليجية بحاجة إلى مغنّ يُعيد خلط بعض الأوراق الفنية في تلك الساحة، بعدما طغت عليها أسماء محدّدة.
هل يكون اللقب خليجياً هذه المرّة ويتوّجه حسين الجسمي؟


كما أن المدني لا يشكّل خطراً على وجود أحلام الغنائي، لأنه شاب وتسعى إلى تبنّيه فنيّاً، بحجّة أنها تدعم المواهب. واشترطت الفنانة المثيرة للجدال على القائمين على mbc عدم إحضار أيّة ضيفة خليجية تغنّي في حلقات «أراب أيدول»، ووافقت على حضور ابن بلدها حسين الجسمي ليحيي سهرة الختام. وكان يجول في بال الشبكة أن تتفق مع ضيفين: الأوّل يحيي سهرة نهار الجمعة المقبل، والثاني يغني في الختام أي السبت. لكن المحطة السعودية غضّت الطرف عن الاقتراح الأوّل، وفضّلت التركيز على ضيف الختام أيّ الجسمي والاحتفال به لأنه لا يطلّ كثيراً على شاشتها. وقد قرأ بعضهم حضور الجسمي بأنه بمثابة الإعلان غير المباشر عن انضمامه إلى لجنة تحكيم برنامج «اكس فاكتور» الذي تحضّر له المحطة (الأخبار 13/10/2014). وأرادت القناة أن تعوّد المشاهد على وجود الجسمي في برامجها، بعدما كان مغيّباً عن أعمالها التلفزيونية سواء الحوارات الاعلامية أو الغنائية. فتحت mbc صفحة جديدة مع الفنان الاماراتي، لكنها لا تزال تفكّر في أسماء أخرى لتنضم إلى قافلة لجنة تحكيم «اكس فاكتور» الذي لم يُحدّد بعد تاريخ انطلاقه، رغم استكمال مرحلة التجارب الأولية في مختلف الدول العربية.
بالعودة إلى ختام «أراب أيدول 3»، لعبت mbc دورها كاملاً وأبقت على ثلاثة مشتركين أضعفهم الفلسطيني الذي لا يملك حظوظ الفوز بسبب تتويج ابن بلده محمد عساف باللقب العام الماضي. لكنها أبقته كي تستثمر وجوده وتلعب ورقة السياسة في البرنامج.
خير دليل على ذلك أن الثلاثي سوف يغنّي في ختام البرنامج أغنيات وطنية، وكل واحد سيهديها إلى بلده. تلعب القناة ورقة السياسة ولا تكشفها إلى العلن، ولكنها لعبة مربحة لها بسبب ارتفاع نسبة التصويت للمشتركين سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الهواتف، ما يعود بأموال طائلة على القناة السعودية.
ويطرح الضيف الخليجي سؤالاً واحداً: هل يكون اللقب خليجياً هذه المرّة ويتوّجه الجسمي؟ من هذا المنطلق، سيتواجه كل من حازم شريف وماجد المدني وجهاً لوجه، وهذا التنافس غير منصف بحق المشترك السوري الذي يملك كل مؤهلات الفوز. وكان شريف المشترك السوري الوحيد الذي لم يستثمر أزمة بلده في الفنّ، ووقف على الحياد ولم يُعلن موقفه السياسي، أيّ عكس ما حصل مع المشتركين السوريين سابقاً عبد الكريم حمدان وفرح يوسف (أراب آيدول2) اللذين كشفا عن مواقفهما السياسية المعارضة والموالية. باختصار، السبت المقبل تختصر المنافسة بين سعودي وسوري على اللقب، وكل عوامل السياسة ستكون حاضرة، وكالعادة ستقول mbc من ينال أكبر نسبة تصويت سيكون الفائز... فمن يتوّج «محبوب العرب»؟.









للعرب مواهب

تنطلق في 20 الجاري أولى الحلقات المسجلّة من برنامج «للعرب مواهب» الذي يجلس في لجنة تحكيمه: المدير العام لمجموعة mbc علي جابر، ونجوى كرم، والممثل المصري أحمد حلمي والسعودي ناصر القصبي. وسيتم تقليص حلقات البثّ المباشر من سبع إلى ستّ. ويبدو أن هذا الموسم سيكون مُفعماً بالمواهب الفريدة، خصوصاً الراقصين من المغرب العربي وسيكون للبنان حصة كبيرة من المشتركين. كما ستطلّ فرقة أردنية قدّمت أغنية «بوس الواوا» في قالب متجدّد في هذا الموسم (الأخبار 1/11/2014). وكانت تقدّمت إلى البرنامج منى البحيري المعروفة باسم «مدام أوباما» في مصر، ولكنها رفضت لاحقاً لعدم تمكّنها من تقديم ما هو مميّز ومغاير للصورة التي عرفها بها الناس بلغتها الانكليزية الركيكة. وكانت البحيري شكَّلت حالة خاصة في الشارع العربي، بعد انتشار فيديو لها وهي تتحدّث الإنكليزية وتتوجّه إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بعبارة «شات آب يور ماوس أوباما»، ما توّجها نجمة مواقع التواصل الاجتماعي.