صحيح أنّ المرأة والمثليين هم النقطة الأضعف في مجتمعاتنا التي تغلب عليها سمة المحافظة. إلا أنّ المؤسف فعلاً أنّ الإعلام يلعب دوراً أساسياً في ترسيخ المفاهيم والقيم الرجعية، بل إنّه رأس الحربة أحياناً في ذلك. خير دليل على ذلك كيفية تعاطي بعض الإعلام المصري مع خبر «القبض على مجموعة كبيرة» (26 بحسب «رويترز») من المثليين يمارسون «الفاحشة في حمامٍ عمومي» في منطقة رمسيس قبل يومين! مثلاً، وصفت مجلة «روز اليوسف» المطالبة بحقوق المثليين في مصر بالـ «الحملة المثلية العالمية ضد مصر»! في الإطار عينه، كتب عبد الناصر إبراهيم في جريدة «اليوم السابع» مقالاً عن المثلية، مشيراً إلى أنّ «الشذوذ الجنسي من الملفات المسكوت عنها الذي يجب علينا أن نفتحها مهما كانت ردود الأفعال، فهو من الظواهر التي اجتاحت مصر بعد «ثورة 25 يناير»، وإن كانت موجودة قبلاً، إلا أنها طفت على سطح الأحداث».
محتوى يذكّرنا بكلام الفنان طلعت زكريا إبان «موشحات» التلفزيون المصري في دعم الرئيس المخلوع حسني مبارك، حين قال بأنه نزل إلى ميدان التحرير وشاهد «الشذوذ والفساد والفحش والمخدرات بين الشبان».
حملة شرسة على المثليين بعد «القبض على مجموعة في القاهرة»


وفي المقال إياه، نقرأ كلاماً شديد الغرابة نسب إلى اللواء إيهاب يوسف (خبير أمني بحسب المقال) بـ «أن الشذوذ الجنسي أصبح إدماناً مثله مثل المخدرات، فيجعل المصاب به يفتعل أشياء غير سوية، ما يجعله يرتكب أية جريمة». هكذا صارت المثلية أو أي خيار جنسي مغاير مرضاً مثله مثل الإدمان، وصاحبه مجرماً لا تمكن السيطرة عليه! أما موقع «العربية» الذي يرجح أنه يسلّم الشأن المصري لصحافيين مصريين، فوقع في مقالٍ شديد العجب يشير إلى أنَّ حفيد الفنان المصري الشهير عمر الشريف «شاذ جنسياً» وأن الرجل (أي عمر الشريف) يدافع عنه. ويقع المقال في عنصرية مزدوجة حين يشير إلى أنّ الحفيد «شاذ ويهودي»، أي إنّه أراد أن يكرّه المصريين العاديين بالمثليين من خلال ربطها بالصهيونية كحركة سياسية لكنّه استخدم اليهودية، فبعضهم لا يميّز بين اليهودية والصهيونية.
كعادته، يحاول الإعلام المصري، خصوصاً إبان الأزمات السياسية والاجتماعية الخانقة تمرير أخبارٍ تجعل الطبقات الشعبية مشغولة «بالأخلاق» أكثر من اهتمامها بالأمور «المصيرية» الكبرى. لا يهمّ بتاتاً أنّ القانون المصري لا يجرّم المثلية الجنسية، فللإعلام رأي آخر!

https://www.youm7.com/story/2014/5/17/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B0%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%89-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%AE%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%AD%D9%84%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1/1670098#.VIa9wzGUcmE

http://www.alarabiya.net/articles/2012/03/21/202103.html

http://almesryoon.com/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%AB/550875-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%81%D9%84-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B0-%D8%A8%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%A8-%D9%86%D9%8A%D9%84%D9%89
.