يبدو أنّ «الضرب» هو اللغة الوحيدة التي يجيدها «قبضايات» آل فتوش. بعدما هدأت قضية منال ضو التي اعتدى عليها النائب نقولا فتوش (راجع الكادر)، جاء دور شقيقه ليعتدي على الإعلاميات! أمس، تعرّضت يمنى فواز مراسلة قناة «الجديد»، والمصوّر سعد عيّاد للاعتداء على يد أزلام بيار فتوش، الذين احتجزوا الإعلاميين فترة من الوقت. تشرح فواز تفاصيل الحادثة في حديث لـ «الأخبار»: «قبل يومين أجريت مقابلة مع بيار فتوش حول مصنعه الجديد للاسمنت والترابة في حوش الأمراء في البقاع، وأعلمته أنني سأصوّر بعض المشاهد في ذلك المكان كي يكون موضوعي كاملاً، فوافق على ذلك.
وبالفعل، ذهبت أمس مع المصوّر إلى مكان المصنع وبدأنا التصوير، وبعد لحظات فوجئت وزميلي عيّاد بهجوم عدد من السيارات، التي ترجّل منها مسلحّون أخبرونا أن «المعلّم فتوش» أرسلهم، وهدّدونا بالقتل. وعندما أخبرتهم أنني هنا بإذن من فتوش، أخذوا منّا الكاميرا وسرقوا بطاقة الذاكرة من شريط الفيديو (memory card)».
وتتابع المراسلة «احتجزونا في إحدى الغرف القريبة من المصنع فترة وجيزة، وراحوا يوجّهون إلينا العبارات القاسية التي وصلت إلى حدّ التهديد بالقتل، ومن ثم أفرجو عنا بعدما أجرى بعض المسؤولين في قناة «الجديد» اتصالاتهم مع المسؤولين».
وتتابع فواز «عندما أجريت حواراً مع فتوش، كان يشدّد على أن مصنعه الجديد ليس مخالفاً لقوانين البيئة، وعلى أنه يخضع للشروط القانونية، لكن بعد حادثة الأمس، فإنّ علامات استفهام عدة تُطرح عن القوانين والمعايير التي يتبعها فعلاً المصنع». وتختصر مراسلة «الجديد» الحادثة بالقول «أعرف أنّ أيّ تحقيق أو ربورتاج يتعلّق بآل فتوش هو مهمّة صعبة لدى الإعلاميين، لكن لم أكن أتوقع أن يكون خطيراً إلى هذه الدرجة.
لن ألغي التحقيق، بل على العكس، أنا أكثر إصراراً من قبل على مواصلة إعداد التحقيق المتعلق بموضوع الكسارات والمصنع الجديد الذي يبنيه فتوش، وسوف أكشف حقيقته قريباً». وتختم الإعلامية: «لقد رفعت وعيّاد دعوى في فصيلة زحلة (محافظة البقاع) ضدّ بيار فتوش ومن عاونه بتهمة التهديد بالقتل وإحتجاز الحرية، إضافة إلى الاعتداء الجسدي علينا، كما سترفع «الجديد» بدورها دعوى ضدّ فتوش كي لا تتكرّر مثل تلك الحادثة».
إذاً، مرة أخرى يتعرّض الإعلام للتهديد وتحجز حريته، فهل «يلفلف» موضوع الاعتداء على يمنى فواز وسعد عيّاد كما شاهدنا في حالات سابقة، أم تكمل القضية مجراها، وينصف القضاء الجميع؟




«قبضاي» في قصر العدل

كان النائب نقولا فتوش شقيق بيار، قد اعتدى قبل شهر تقريباً على منال ضو، موظفة تقديم الشكاوي في قصر العدل في بعبدا. ويومها تعرّض فتوش للانتقادات من وسائل الاعلام بسبب هجومه وصفعه للموظفة أمام الجميع بطريقة وحشية، ومن دون أيّ احترام لها. ويومها، تفاعلت قضية منال على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر هاشتاغ «نائب مدّد إيده»، لكن تلك القضية «ضبضبت» ولم تعد حديث الاعلاميين وكأنّ شيئاً لم يكن.