مع الرحابنة: شراكة مهنية وشخصية

  • 0
  • ض
  • ض

حين تولّى الشاعر الراحل أنسي الحاج تعريف برج فازليان إلى الأخوين رحباني، بدأت علاقة شراكة مهنية وشخصية غنية ستمتد طويلاً بين الطرفين. يومها، اتصل الشاعر الراحل بفازليان، ليقول له إنّ الأخوين رحباني يبحثان عن مخرج لمسرحيتهما الجديدة. التقى فازليان الأخوين واتفقوا على مسرحية «بياع الخواتمِ» التي عرضت ضمن «مهرجانات الأرز» عام 1964 لمدة ثلاثة أيام، قبل أن تنتقل إلى خشبة مسرح «البيكاديللي». كان عرض المسرحية مقدمة للفيلم الذي أخرجه السينمائي المصري الراحل يوسف شاهين، وساعده فازليان في إخراجه لاحقاً. وكانت «بياع الخواتم» التي حظيت بحفاوة جماهيرية كبيرة، فاتحة تعاون طويل مع الرحابنة امتد حتى اندلاع الحرب الأهلية. هكذا، وقع فازليان أشهر أعمالهما كـ"فخر الدين" التي عرضت ضمن "مهرجانات بعلبك" عام 1966 و«هالة والملك» (1967)، و«الشخص» (1968)، مروراً بـ«يعيش يعيش»، و«لولو» (1974)، وصولاً إلى «ميس الريم» (1975). في حوار أجرته معه مجلة «العام الأمن» قبل فترة، توقف فازليان طويلاً عند تلك العلاقة الاستثنائية التي ربطته بعاصي الرحباني تحديداً. يقول: «عشناً معاً 16 سنة عائلة واحدة، كان عاصي في أثنائها يسارع إلى الاتصال بي ليلاً كلما أنجز عملاً، نصاً أو لحناً ليطلعني عليه ويسألني رأيه». وتطرق إلى مرحلة مرض عاصي وإصابته بنزف في الدماغ عام 1972، فقال: «مرت بعاصي ظروف أوصلته إلى الشعور بأنّه لم يعد يمتلك قوته مئة في المئة، فانغلق على نفسه وانزوى. قبل يوم من إصابته ودخوله المستشفى، كنا في مسرح «البيكاديللي»، فقال لي: سأموت في العتمة. وعندما قصدته في المستشفى بعد إجراء الجراحة، قال لي منصور: أنت الوحيد الذي يستطيع دخول غرفته. ولما رآني عاصي إلى جانبه، نطق أول كلمة».

0 تعليق

التعليقات