صنعاء| يبدو أنّ توكل كرمان (1979) دخلت مرحلة من الهذيان بسبب التركيز الإعلامي الضخم الموّجه نحوها. الناشطة اليمنية الحائزة جائزة «نوبل للسلام» (2011) تبدو كأنّها لم تستوعب أنّها صارت شخصية كونية، وغالبية سُكّان العالم يراقبون خطواتها وأفعالها كما أقوالها. لم تنتبه إلى أنّها صارت كل هذا. ما زالت تتعامل في طريقة إشرافها على صفحتها الخاصة على فايسبوك بعقلية محلية لا تتردد في الخوض في مسائل يمنية صِرفة ومحكومة في الوقت ذاته بعقلية «حزب التجمع اليمني للإصلاح» الأصولي اللاعب على فكرة الدين، وهو الحزب الذي تنتمي إليه عقائدياً.
منذ أيام، اشتعل الجدل بسبب تعليق كتبته على صفحتها عبر فايسبوك يخص نقاشاً حول الانتماء الحزبي للشهداء الشباب الذين سقطوا خلال ثورتهم على حكم علي عبد الله صالح. كتبت كرمان بخفة غرائبية إنّ «أغلب شهداء ثورة الشباب اليمنية تابعون لـ «حزب التجمع اليمني للإصلاح»»!. كأنها تمتلك إحصائيات مؤكدة تشير إلى الهوية السياسية التي ينتمي إليها الشهداء الشباب الذين سقطوا من أجل ثورتهم! يتطابق هذا التصريح مع تصريحات قيادات مصرية في تجمع الإخوان المسلمين في مصر قالت إنّ أغلب شهداء «ثورة 25 يناير» هم من شباب الإخوان!
أشعل تعليق كرمان ردود أفعال ناقدة على الصفحة، خصوصاً من شباب القطاع الطلابي لـ«الحزب الاشتراكي اليمني» الذين أكّدوا أنهم أول من خرجوا إلى «ساحة التغيير» في جامعة صنعاء، ولحقت بهم كرمان تالياً. رئيس القطاع الطلابي لـ«الحزب الاشتراكي اليمني» هاني الجنيد ردّ على كلام الناشطة اليمنية: «نعم، نحن لم ننزل للتظاهر ضد حكم علي عبد الله. لم نتعرض للاختطاف والتعذيب. نحن لم نكتب بيان الثورة الشبابية الأول، لكن كيف نفهم أنّ رصاصات قوات صالح كانت قادرة بعناية فائقة على اختيار شباب حزب الإصلاح الديني الأصولي دوناً عن غيرهم فترديهم شهداء!».
يوماً تلو آخر، تحصد توكل كرمان الخسارات كنتيجة طبيعية لتعاملها الخاطئ مع صفحتها في الفايسبوك. وأشدّ هذه الخسارات ما حصل عند اختيارها عضواً في اللجنة الفنية الخاصة بالتنسيق للحوار الوطني الشامل. تضطلع اللجنة بمهمة بالتنسيق لعقد حوار وطني يضم كل أطياف العمل السياسي في اليمن، إضافة إلى المعارضة المقيمة في الخارج. وكان لا بد من إجراء انتخابات خلال الجلسة الأولى التي عقدتها اللجنة. آنذاك، رغبت توكل كرمان بأن تكون ناطقة رسمية باسم اللجنة، لكنّهم أخبروها أن هذا يقع في مساق التصويت العلني مع مرشحة أخرى، هي الناشطة النسوية أمل الباشا. وحصل التصويت، فإذا بتوكل تنال تسعة أصوات في حين حصلت أمل الباشا على 13 صوتاً. يبدو أنّ على صاحبة «نوبل» إعادة النظر في طريقة شغلها بطريقة تتفادى عبرها خسارات أخرى كثيرة قادمة.