لا يزال انتصار المقاومة في عدوان تموز 2006، يجذب قسماً من المثقفين العرب الذين أرادوا تأريخ هذه المرحلة بقصائد كلاسيكية. عبد الله فواز خير مثال على ذلك. في ديوانه «المقاومة من أجل لبنان» (إصدار خاص)، يقدّم الشاعر اللبناني 26 قصيدة باللغة الفرنسية، قسمها إلى أربعة أبواب، أرخ فيها سيرة بلد بمقاومته وإنجازاته التحريرية من خلال ذكر جميع الرموز التي صنعت أمجاده بدءاً من حسن نصر الله، مروراً بنجل السيد الشهيد هادي نصر الله، وصولاً الى الشهيد عماد مغنية. سيطر على فواز هاجس تقديم كتاب إلى المقاومة منذ حرب تموز 2006، لكنّ أسباباً عدة أخّرت المشروع الذي أبصر النور أخيراً. كتابة القصائد باللغة الفرنسية هدفت بحسب المؤلّف إلى القول بأنّ «جمهور المقاومة ينتمي إلى مختلف فئات المجتمع». استوحى عبد الله فواز أغلبية القصائد من عناوين عدة أبرزها الحرية، الشهداء، والكيان الصهيوني «الذي تعود الغرب أن يركز على انتصاراته».
بعد مقدمة تاريخية وغزلية بلبنان حملت عنوان «القصائد الخضراء»، ينتقل الكاتب إلى «القصائد الحمراء» الثورية المستوحاة من دماء الشهداء. يتحدث عن التحرير في أيار (مايو) عام 2000، ثم حرب تموز 2006 ويحيّي الأبطال الذين أسهموا في انتصار لبنان وكسر هيبة الكيان العبري. لمعارك مروحين، مارون الراس، قانا، بنت جبيل، ووادي السلوقي حصة في هذا المحور، فهذه المعارك سجلت انكسارات مهمة في صفوف العدو. وقبل نشيد النصر الذي ختم به، وجّه تحية إلى الشهيدين هادي نصر الله وعماد مغنية. شكّلت الحرب مع إسرائيل، وانتصار «حزب الله» مادة سجال في الأوساط العربية والإقليمية وجاء الموقف العربي وصمة عار. لذلك، اختار فواز عنوان «القصائد السوداء» ليكتب عن هذا الموضوع.
اختصر هذا الباب بثلاث قصائد هي «الحرب والمحاربون»، «الجامعة العربية» و«مجلس الأمن» حيث انتقد الجامعة بشدة على موقفها المتخاذل. وختم عبد الله فواز بـ«القصائد الوردية» التي تبرز الأمل في ولادة لبنان جديد حرّ. كتب إلى القدس، توجه إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، قبل أن يريح قلمه تماماً كما بدأ، إلى حسن نصر الله «أبو هادي، يستيقظ الأمل في نفوسنا، يعدنا بمستقبل مشرق».