بعد ثلاث سنوات من غيابه عن بيروت، وتحديداً منذ مسرحيّة «حكم قراقوش» (2009)، يعود منير كسرواني في «المعّاز» (إخراج ابنته رنا كسرواني). العمل الذي قُدّم في عرض يتيم أمس على مسرح «قصر الأونيسكو» ليس «خلنجاًً»، لأن الممثل جال فيه المناطق خلال العام الماضي. لكن مع بدء عروضه، نفض الغبار عنه وجدّده وشغل «اسماعين» المعاز بقضايا الربيع العربي والصراع مع إسرائيل وقانون الانتخاب.كذلك بدّل كسرواني بعض الممثلين بحجة أنه لم يكن راضياً عن أدائهم، ومعظمهم من تلامذته، ويشاركه أيضاً عبدو بيطار بدور الراعي دعّاس. هكذا، ينفي الرجل غيابه، مؤكداً أنه يعتمد حاليّاً على «المسرح المتجوّل». كالعادة، تقع الأحداث في إحدى القرى الجنوبيّة، وتتحدث عن راع لا يفهم في السياسة، لكنه قرّر أن يجاري الموضة ويعطي نظرياته فيها.

يسمع الأخبار ويتفاعل معها، فيتحدث عن تخصيب اليورانيوم وقانون الستين وطرح قانون الألفين في قالب كوميدي عوّدنا إياه صاحب شخصيّة إسماعيل المحبّبة.
يشرح كسرواني لـ«الأخبار» أن «المعّاز سيتكلّم عن الكمّامات وأمير «الغنم» (في إشارة إلى أمير قطر)». يعيش الرجل مع زوجته وابنته عبلة (رشا عكوش) التي تقع في حب أستاذ المدرسة صافي (غسّان الحدّاد). هنا، سيفتقد الجمهور طيف ميراي بانوسيان التي انطلقت مع كسرواني وبرعت في شخصيّة «أم طعان»، لكن ظروف الحياة دفعتها إلى الابتعاد عن الفن وهجرة البلد. يقول «شاركتني بانوسيان تقديم بعض عروض «المعّاز» خلال صيف 2011، وحين سافرت، غيّرت الشخصية، فصارت زوجة اسماعين هي أم خضر (رنيم ريمان)»، مضيفاً أن «إطار العمل شهد بعض التغيير أيضاً». ويلفت إلى أنّ «الراعي لديه قطيع من الماعز، ولأنه سمع بأن الربيع العربي هو صناعة إسرائيليّة، فكّر في أن يأخذ «العنزات» إلى ليبيا، ثم قرر أن يستقرب ويرعاها في فلسطين المحتلة». ويشرح صاحب «مواطن عمومي» عن ديكور المسرحية الذي «يأخذ شكل لوحة تمثل قطيع ماعز وغنم مع صخرتين وبريّة. وتطل المذيعة (شانيل يمين) في هذه المنطقة في مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث تلتقي المعّاز ومعها فرقة دبكة تضفي مزيداً من التنويع على العمل».
بعد حفلة «الأونيسكو»، لن يتسنى للجمهور متابعة المسرحيّة مباشرة، لأن كسرواني يبحث عن خشبة تحتضن عروضه في بيروت. وسيبدأ مفاوضاته مع «مسرح بابل» و«المركز الثقافي الروسي»، و«مسرح دوار الشمس»، مؤكداً أنه لن يتراجع عن تقديمها «حتى لو اضطررت إلى عرضها في الشارع». يحمل كسرواني همّ العروض في زمن صار فيه إقبال الجمهور على المسرح معدوماً، إلا عن بعض الأعمال التجاريّة حيث تستمر العروض أشهراً، كأعمال جورج خبّاز. يعلّق كسرواني أن «خباز يعيش على الضمانات. ونحن لا نقبل هذا الأمر، لأنّ ليس هذا هو مقياس النجاح». وعمّا إذا كان قد تابع مسرحيته الأخيرة «مش مختلفين»، يجيب «لم أُدعَ إلى مشاهدتها، ولا يهمني أن أتابعه أساساً لأنه يقلّد تشارلي تشابلن». ويستدرك قائلاً إنّ «خبّاز متميّز وناجح، وهو أحد الذين بدأوا معي وهم كثر، منهم فادي شربل، ويوسف حداد، ومايا نصري، وهادي خليل، وماغي بو غصن وغريتا عون». بالأمس، عاد منير كسرواني إلى الخشبة، فهل يتمكن من مخاطبة جمهور قاطع المسرح وبات يستمتع أكثر بأعمال الشانسونييه؟