«ما نراه في هذه اللحظة هو مشروع قومي يتهاوى، وبقاياه تُزاح، ومشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ، بعدما أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه» لعل هذه العبارة تلخص معظم آراء محمد حسنين هيكل حول الثورات العربية. منذ انطلاقته عام 2010، اتخذ هيكل موقفاً واضحاً من «الربيع العربي»، فشبّهه باتفاقية ««سايكس ــ بيكو» جديدة «لتقسيم العالم العربي وتقاسم موارده ومواقعه ضمن 3 مشاريع: الأول غربي «أوروبي ــ أميركي»، والثاني إيراني، والثالث تركي، بالإضافة إلى نصف مشروع إسرائيلي لإجهاض القضية الفلسطينية». أبرز ملامح هذا الربيع، وفق الكاتب والمحلل السياسي المصري، هم الإخوان المسلمون «الذين جاء الاعتراف الأميركي الغربي بهم تجاوباً مع نصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة إسلامية». وقد بدأ ذلك، وفق هيكل، مع أحداث 11 سبتمبر 2001 التي أقلقته حينها «لأنها مهدت لاستبدال «العدو الشيوعي» بـ«العدو الإسلامي»». عام 2012، قال إن تحركات قطر والسعودية «تسعى إلى عرقلة امتداد الربيع العربي إلى الجزيرة والخليج». وقد لخص أسباب «25 يناير» وإطاحة مبارك بأنها «لم تأت ضد نظام حكم عادي، بل ضد ميراث عائلة تحكم مع أقارب وأصدقاء ومنتفعين وصلوا بالدولة إلى مصالح تعتمد السلطة على قهر الأمن للحفاظ عليها»، مضيفاً أن «إزاحة قمته تركت بعده أطلالاً تتهاوى، وأرضاً خلاء، وأكاد أقول خراباً، حتى على الناحية الاقتصادية بسبب نهب أراضي الدولة، والتفريط في القطاع العام، ثم الاقتراض الذي جعل حجم الدين العام في مصر أكبر من حجم الإنتاج السنوي فيها». وفي حوار أجرته معه صحيفة «الأهرام» عام 2011، أكد أن «ما نراه الآن ليس مجرد ربيع عربي، بل تغيير إقليمي ودولي وسياسي سيحدث آثاراً عميقة وخطرة أيضاً». وحول سوريا، علق في حوار مع «الجزيرة» في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011، أن «الثورة لم تكتمل بعد كي تؤدي إلى تغيير». وفي برنامج «مصر أين؟ وإلى أين؟» (قناة CBC) عام 2014، مع لميس الحديدي، قال «فلننس بشار الأسد حالياً، فنحن أمامنا سوريا»، داعياً السيسي إلى زيارة دمشق، ومضيفاً أن «خروج بشار الأسد لن يأتي بالاقتلاع لأنه لا بد من أن يأتي بالاقتناع».
اتخذت ليبيا حيزاً كبيراً في كتاباته وأحاديثه الإعلامية، إذ اعتبر أنه «في ليبيا، كان هناك رجل فاقد لكل شيء يسمح له بالوجود في هذا العصر، لكن من يتكلم في المجلس الوطني الانتقالي الليبي كانوا من معاونيه ومن أركان نظامه»، وأن «الثورة لا تقبل التدخل الدولي ولا تقبل أن يقصف حلف الناتو المواقع الليبية... هذا الالتباس يضر بالثورة وبمستقبلها». أما بما يخص اليمن، فقد اختصر ما يجري بـ«هدم ما استطاع الشعب اليمني أن ينجزه في 100 عام».