القاهرة | حتى لو كان «عدم الاستقرار السياسي» سبباً وجيهاً يرفعه صنّاع السينما المصرية لتبرير تردّد الإنتاج والعرض، والتأجيل المتكرر لطرح الأفلام، فإنّ أزمة السينمائيين مع السياسة لم تعد تتمثل في «انتشار التظاهرات والإضرابات» التي اعتادها المصريون بقدر ما تكمن في «تراجع المزاج السينمائي» الذي لا يعني فقط هيمنة النقاش السياسي على أي جدل آخر، بل أيضاً أنّ شاشات الـ«توك شو» صارت الأكثر جذباً للمصريين، بينما يتخذ الترفيه لوناً تلفزيونياً مع برنامج باسم يوسف «البرنامج» الذي يعد الأكثر مشاهدة على الشاشات المصرية.
إذًا، في تحدّ لكل ما سبق، يحاول نجم الكوميديا أحمد حلمي إعادة بعض الرونق إلى صالات العرض، إذ قررت شركة الإنتاج «نيوسنتشري» الدفع بشريطه «على جثتي» بدءاً من غد بعدما كان التأجيل هو الاحتمال الأقرب تماشياً مع ما قرره باقي نجوم الصف الأول الهاربين من موسم بداية العام (إجازة نصف السنة الدراسية). قررت الشركة النزول بكامل قوتها عبر طرح 150 نسخة عرض داخل مصر وخارجها (تفادياً للقرصنة)، مراهنة على جمهور قد يريد إجازة من السياسة والتلفزيون، لا الدراسة فقط.
مع ذلك، فالتلفزيون هو الذي منح حلمي مخرج فيلمه محمد بكير. الأخير أخرج المسلسل الناجح «طرف تالت» الذي عرض في رمضان الماضي. شكّل المسلسل التجربة الدرامية الأولى لبكير الآتي من عالم الكليب والإعلان. كذلك، فإنّ «على جثتي» هو أول أفلامه، كأنما يبدو حلمي (يشارك في الإنتاج عبر شركته «شادوز») حريصاً على تجريب طاقم فني جديد. الروائي تامر إبراهيم يقدم أيضاً فيلمه الأول الذي يدور حول المهندس رؤوف الذي يتعرض لحادثة تضعه في حالة روحانية بين الحياة والموت. من خلالها، يعيد التعرف إلى علاقاته وأصدقائه ليكتشف آراءهم الحقيقية فيه. يمكن القول إذاً إنه رغم جدّة المخرج والمؤلف، فإنّ الموضوع ليس جديداً، سواء في ما يخص الحكاية، أو أحمد حلمي الذي قدم فكرة قريبة في شريطه «ألف مبروك».
أفلام قليلة سبقت فيلم حلمي إلى الصالات. في «حفلة منتصف الليل» لمحمود كامل، نجد أيضاً معالجة لـ«ثيمة» قدمت مراراً في السينما. القصة التي كتبها محمد عبد الخالق، تدور حول جريمة تقع أثناء احتفال ليلي تستضيفه في فيلتها امرأة ثرية هي رانيا يوسف التي يشاركها البطولة درة، وعبير صبري، وإدوارد، وحنان مطاوع وأحمد وفيق. وتنتظر رانيا يوسف خلال أيام عرض بطولتها الأخرى ــ الرومانسية هذه المرة ــ عبر فيلم «تراللي» (الجنون بالمحكية المصرية) الذي كتبه حسام موسى وأخرجه حسني صالح.
أما «مصوّر قتيل» للمخرج كريم العدل، فتدور قصته التي كتبها عمرو سلامة، حول مصوّر صحافي (إياد نصار) يتورط في تصوير جريمة قتل تقلب حياته. الفيلم الذي افتتح الموسم قبل أسابيع، لم يحقق الإيرادات المرجوة، وكذلك الحال مع «سبّوبة» أول أفلام بيتر ميمي من بطولة رندا البحيري وعدد من الوجوه الشابة، ويدور كسابقيه في إطار التشويق مع جرعة «أكشن» من خلال عصابة للسطو المسلح.
وتنتظر الصالات «الشتا اللي فات» للمخرج إبراهيم البطوط الذي حاز جوائز عدة عن فيلميه المستقلين «عين شمس» و«حاوي». فيلمه الجديد انتزع جائزة أفضل ممثل في «مهرجان دبي» التي ذهبت لعمرو واكد الذي تشاركه البطولة فرح يوسف. القصة التي شارك في كتابتها ياسر نعيم وحابي مسعود، ترصد تقاطع ثلاث حكايات إنسانية أثناء «ثورة يناير». الثورة المتأزمة تظهر مجدداً في صورة غير مباشرة عبر فيلم خالد صالح «فبراير الأسود» الذي يطرح في الصالات في 23 الجاري. العمل الذي كتبه وأخرجه محمد أمين، يدور في أجواء الفانتازيا من خلال عالم مصري مكتئب يقرر القيام بنوع خاص جداً من الهجرة!



على لائحة... الانتظار

أفلام مصرية شاركت في مهرجانات عربية ودولية تنتظر دورها للوصول إلى صالات العرض ابتداءً من منتصف شباط (فبراير) المقبل، من بينها فيلم «هرج ومرج» لنادين محمد خان (بطولة ايتن عامر ومحمد فراج وأسامة أبو العطا)، وفيلم «عشم» للمخرج ماجي مرجان (بطولة مجموعة من الوجوه الجديدة إلى جانب المخضرمين محمد خان وسلوى محمد علي ومحمود اللوزي). فيما من المتوقع أن تنتظر الأفلام الكوميدية شهري
أيار (مايو) وحزيران (يونيو) للحاق بما بقي من أيام الصيف قبل دخول شهر الصوم، وفي مقدمتها فيلم «أبو النيل» لأحمد مكي ونيكول سابا.