13 شخصاً اختارتهم otv ليمتهنوا التمثيل لمدة دقيقتين في الإعلان الترويجي الذي أبصر النور السبت الماضي. الإعلان الذي يروّج لمشروع القانون الأرثوذكسي، عبارة عن دقيقتين من "الإستعراض" الطائفي المسيحي "الصافي" هذه المرة كي يتناسب مع مسار هذا المشروع الذي تبناه "التيار الوطني الحر" ومعه حلفاؤه وبعض خصومه. يجول الإعلان على بلدات بريح الشوفية، وعاليه، وبعلبك وغيرها من المناطق التي غالباً ما تلحقها القوانين الإنتخابية السابقة جغرافياً وسياسياً بغيرها وتصادر قرارها الإنتخابي. كذلك، يجول الإعلان على مذاهب المشاركين من روم كاثوليك الى موارنة فإنجيليين.
المحطة البرتقالية دخلت من هذا الباب واستغلت حالة الغبن التي يعيشها المسيحيون بغية شدّ عصبهم أكثر فأكثر. عرّت هؤلاء الأشخاص طائفياً ومذهبياً ومعهم مبتكري هذا الإعلان الذين لم يروا ضيراً في الوقوع في الوحول الطائفية البغيضة تحت ستار الغبن المسيحي وغياب التمثيل الصحيح والعادل لهذه الطائفة في لبنان. هكذا، خرج علينا هؤلاء الأشخاص ليقولوا كليشيهات عهدها اللبنانيون لسنوات مثل "هذا القانون لا يمثلني"، "المرشح الذي انتخبته لم يصل الى البرلمان"، و"صوتي ليس له قيمة". والأكثر "فجاعة" في هذا الإعلان هو اعتبار القانون الأرثوذكسي الأمثل لهذه الدورة الإنتخابية ولأجيال المستقبل كما تقول إحدى المشاركات (كرمال ولادنا لبعدين). يعود الإعلان ويقفل على إجماع مفاده أنّ مشروع القانون الأرثوذكسي يعبّر عن كل واحد من هؤلاء المشاركين ويقدر على إيصال "النواب المسيحيين بشكل صحيح" وعلى حد قول أحدهم: "نحن فينا نجيب اللي بدنا ياه" ليهز برأسه آخر ويؤكد بكل ثقة: "صارت الطلعة بتحرز على عكار نهار الإنتخابات". بعد كل هذا الإستعراض المذهبي، ينتهي الإعلان بالدعوة بالخط العريض إلى أنّ "التمثيل العادل هو حق لا تضيعوه".
في لحظة اشتداد الجدل حول القوانين الإنتخابية وقرع طبول الإنتخابات المزمع إجراؤها في الأشهر القليلة المقبلة، تحتدم اللغة الطائفية والدخول في المستنقعات العصبية. وما هذا الإعلان الا نموذج عن هذه الصورة القاتمة التي تسود البلاد. وكما عند كل مفترق، كان لأهل الفايسبوك دورهم في التعليق على مضمون الإعلان الذي انتشر كالنار في الهشيم بين الناشطين الذين أجمعوا على التنديد به، فتساءل أحدهم: "إذا كان هذا العمل من صنع حزب علماني، فماذا نقول عن الأحزاب الطائفية؟"، بينما رأى آخر أنّ هذا الإعلان يشكل مقدمة نحو التقسيم والفدرلة.
مهما كان التوصيف الذي قد ينعت به هذا العمل في لعبه على الغريزة وشد العصب المسيحي ومحاولة ايهام الناخبين بأن هذا القانون سيمثلهم أحسن تمثيل، فمن يشاهده لا يمكن الا أن يشعر بمزيد من الإشمئزاز والعار بسبب مضمونه البغيض وكذلك لغياب روح الإبداع التي يجب أن تترافق مع ولادة أي إعلان.