يا أيها اللبنانيون، أبشروا! جاء من سيعيد التوازن إليكم ويسترد كرامتكم التي سلبها «حزب الله»». هذا ما يؤكده لنا فيديو نشر أول من أمس على «الصفحة الرسمية لمحبّي الشيخ أحمد الأسير الحسيني» على فايسبوك (الأخبار 3/10/2012) التي تعرّف عنه بأنّه «داعية إسلامي، وناشط سياسي، ومصلح اجتماعي، وثائر لبناني على مشاريع الظلم والباطل».
علماً أنّ الصفحة لا تنشر مواد لا يوافق عليها الأسير وفق ما أكد مصدر مقرّب منه لـ«الأخبار». مقطع الفيديو المصوّر الذي نُشر على الصفحة، يعرض الجدول الزمني للأحداث التي شهدها لبنان طوال السنوات الماضية وأوقعته في «مستنقع إيراني». وقد أُرفق بتعليق بعنوان «الكليب الذي فضح حزب الله في لبنان». على مدى ثلاث دقائق، تظهر «جورة» (موقع اغتيال الرئيس رفيق الحريري) على شكل خريطة لبنان تتوسط أحد شوارعه، ويتساءل الشريط بداية عمّا إذا كان وجودها «صدفة في عهد حسن نصر الله»، تاركاً لـ«الصورة أن تتكلم»!
على شكل تعليقات على الشاشة تعلو الصورة المذكورة آنفاً، يبدأ الفيديو بالترويج لفكرة أنّ «الشيخ الثائر» في دائرة الخطر بسبب «حزب الله» الذي «قتل مَن كان يؤمّن لبنان ويعمّره» ويريد الآن «إسكات الذي يريد التوازن» في إشارة إلى الشيخ السلفي. وبعدما ألقت إيران «نقطة السم» في لبنان، بدأ حزبها بالهيمنة على مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية، ليسيطر على ملف المقاومة و«يمنع الآخرين من الدفاع عن أنفسهم» بحسب الكليب. إلى جانب إتهام «حزب الله» بـ«إثارة الفتنة واختراق صفوف الطوائف وشراء الذمم الرخيصة»، يتطرّق الفيديو إلى مرحلة الانفجارات والاغتيالات و«تخوين أهل السنة» وأحداث 7 أيّار، و«سرايا المقاومة» التي حوّلها إلى مجموعة من «الزعران والميليشيات» التي قام الحزب بتسليحها. مهلاً، لم تنته المسرحية الكوميدية بعد! أتعلمون أنّ «حزب الله» مسؤول عن انتشار الأدوية الفاسدة والمخدرات؟ هو أيضاً من «يذلّ» اللاجئين الفلسطينيين في المخيّمات، من دون أن ننسى أنه شريك في «قتل وذبح إخواننا في سوريا». وعلى أبواب نهاية الكليب، تختفي «الجورة» لتحل مكانها صورة مأخوذة من إحدى حلقات «تحقيق» لكلود أبو ناضر هندي على MTV حيث يظهر الأسير وهو يطيّر حمامتين بيضاوين على أنغام أنشودة محوّرة مستوحاة من شعارات عاشورائية. الشيخ «الكول» الذي ركب الإعلام التقليدي لفترة قبل أن ينفض عنه الأخير بعد خفوت «رهجه»، ها هو يركب الإنترنت ليعيدنا إلى القرون الوسطى مطيّراً حمامات الفتنة والتحريض وفتح جبهة قتال افتراضية (بعدما أجّل فكرة إعلان الجناح العسكري الخاص به) لا تهدف إلى مقاومة إسرائيل (مع أن الكليب يأخذ على «حزب الله» احتكار المقاومة) بقدر ما تريد حرق البلاد.