فئتان من الفنانين تسهل الكتابة عنهما: أصحاب التجارب الرديئة، والفنانون الموهوبون الذين يعملون بإتقان، بصرف النظر عن النمط الموسيقي (ما دام غير تجاري). سيما إتيِّم من الفئة الثانية. إذا عطفنا عمرها (20 سنة) على تجربتها، يمكن التوجّه إلى محبّي الروك البديل بالقول: احفظوا جيداً هذا الاسم. غداً تقدِّم سيما حفلتها «الرسمية» الأولى في «مترو المدينة». قبل ذلك، خبرَت لقاء الجمهور مراراً، في أطرٍ أقلّ أهمية مِن المحطّة المفصليّة التي يشكِّلها لقاء الغد.
ألبومها الأول سيصدر الشهر المقبل. وبالتالي تأتي إطلالتها بمثابة تمهيد بالصوت الحيّ لمجموعة مسجَّلة من الأغنيات الخاصة التي جمعتها تحت عنوان Emotions in Multi-Dimensions (إنتاج خاص) وتعاونت فيها مع مجموعة موسيقيين، يرافقها منهم غداً رائد الخازن (غيتار كهربائي)، جان مدني (باص) وفؤاد عفرا (درامز).
إذاً، سيما إتيِّم فتاة لبنانية شابة، اختارت _ ككثيرين _ التعبير الغنائي بلغة الغرب نصاً وموسيقى. نقطة القوّة الأولى عندها تكمن في اعتمادها النص واللحن الأصليَّين اللذين يحملان توقيعها بدلاً من استعادة ريبرتوار الفرق المعروفة. في ذلك تحدٍّ كبير، ارتضته سيما وكانت على قدْر عالٍ من المسؤولية. فإذا أضفنا إلى العنصريْن الآنفيْن، الإنتاج الموسيقي الذي تولّاه جان مدني (إعداد موسيقي وتسجيل)، والأداء المذهِل لسيما (قدرات صوتية وإتقان لهذا النمط وإحساسٌ في التعبير)، نجد أنفسنا أمام مادةٍ تحاكي بمعظمها المعايير العالمية. فعلاً لا يمكن عدم التوقف عند بعض اللحظات التي تعكس معرفة واسعة بعالم الروك، ومهنية عالية وموهبة فطرية ولمسة خاصة رغم التأثُّر الواضح – غير الواعي، وبالتالي غير المنفِّر – بمصادر عدة مرموقة (مغنيات الصف الأول في الروك أمثال بي. جاي. هارفي). لكن السؤال المقلق: هل يتعامل الجمهور اللبناني مع سيما بتجرُّد، أم على قاعدة «صنع في لبنان»؟!



حفلة سيما إتيِّم: 9:00 مساء الغد ـــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت) للاستعلام: 309363/76