تنطلق اليوم الدورة الـ44 من «معرض القاهرة الدولي للكتاب» متزامنةً مع الذكرى الثانية لـ «ثورة 25 يناير»، ما يعني مواجهتها العديد من الأزمات. استمراراً في الاحتفاء بدول «الربيع العربي»، تحلّ ليبيا ضيفة شرف تحت شعار «حوار لا صدام» بعد تونس العام الماضي. تدور الأنشطة حول محاور عدة، أبرزها عودة المناظرات الفكرية التي توقفت منذ دورة 1992 التي شهدت مناظرة بين الشيخ محمد الغزالي والمفكر الإسلامي محمد عمارة والمرشد السادس لجماعة «الإخوان المسلمين» الراحل مأمون الهضيبي من جهة، والمفكر فرج فودة (الصورة) والكاتب محمد خلف الله من جهة أخرى، وجرى على أثرها اغتيال فودة في حزيران (يونيو) من العام نفسه. ويبدو أنّ الرئيس محمد مرسي سيفتتح الدورة سائراً على خطى حسني مبارك، فيما أكد أحمد مجاهد رئيس «الهيئة المصرية العامة للكتاب» المنظمة للمعرض عدم توقف الأخير يومي 25 و26 الحالي. وعن الاستعدادات الأمنية، أوضح أنه جرى التنسيق مع وزارة الداخلية وتوفير شركة أمن خاصة. وتوقّف هنا عند الناشرين السوريين الذين سيحظون بمعاملة سواسية مع نظرائهم المصريين كخفض سعر استئجار الأجنحة لهم.

إلا أنّ مديرة «دار العين» فاطمة البودي تتوقع تراجع نسبة المبيعات هذا العام، مؤكدة في آن واحد على أهمية إقامة الدورة لاعتبارات تخص أجندة المعارض الدولية. وعلى عكسها، يرى مدير «دار المحروسة» محمد مسلم أنّه كان يجب تأجيل افتتاح المعرض إلى ما بعد 25 يناير، لكنّ إصرار الإخوان على إقامة المعرض في هذا التوقيت «يثير الريبة. لقد طالبنا مراراً بالتأجيل بسبب تزامن المعرض مع ذكرى الثورة، وانعقاد محكمة «مجزرة بورسعيد»». وشكك مسلم في جدوى تأمين «هيئة الكتاب» على المعرض بمبلغ 100 مليون جنيه (حوالى 15 مليون دولار ــ تأمين في حال الحرائق أم أعمال الشغب). وأشار إلى أنّ الناشرين لم يعوضوا في دورة 2011 التي ألغيت بسبب الثورة، وقد دافعت الجماعة الدينية عن عدم صرف تعويضات لهم بحجة «حرمانية» التعويض والتأمين! وشدّد على أن خسارة الناشر ستزداد لأنّ سوق الكتاب المصري يعتمد على القارئ العربي الذي قد لا يحضر بسبب الظروف السائدة في البلاد. الدورة التي ستستمرّ حتى 5 شباط (فبراير) تشارك فيها 25 دولة، منها 17 دولة عربية، فيما يصل عدد الناشرين إلى 735، وتشهد ندوات وأمسيات كثيرة فيما لم يسجّل الناشرون وجود رقابة... لكن الأيام المقبلة قد تكشف عن مفاجآت جديدة.