لا تغيب دمشق عن النازحين السوريين. يتحول حنينهم إلى الماضي حجراً يثقل كواهلهم. لكن غالبيتهم تتمكن من توظيف هذه المشاعر في نتاج فني رافضة الاستكانة إلى حزنها على بلادها الجريحة. هكذا، قررت مجموعة من المثقفين والفنانين السوريين المقيمين في بيروت إقامة أمسية أسبوعية كل ليلة جمعة في «زيكو هاوس» (الصنايع) تحمل عنوان «يا مال الشام – شعر وخمر»، تتضمن نصوصاً أدبية حديثة. استضاف المكان الشاعر السوري سامر محمد اسماعيل الذي ألقى نصوصاً من وحي الأزمة من ديوان «أطلس لأسمائك الحسنى» وهو قيد الطبع. وفي أمسية أخرى، شارك الشاعر والصحافي اسكندر حبش، برفقة الشاعر السوري الشاب أحمد باشا. ولم تنته الليلة قبل أن تحضر دمشق من وجهة نظر عشاقها، إذ قدّم الممثل أيهم آغا أداء مسرحياً لافتاً يضم نصوصاً مختلفة للشاعر العراقي مظفر النواب. أما غداً، فسيكون «زيكو هاوس» على موعد مع أمسية جديدة تقرأ فيها نصوص حديثة للقاصة الشابة رشا عباس مع أداء للممثلة أمل عمران (الصورة)، والمخرج المسرحي أحمد كنعان. يشرح الأخير، وهو صاحب الفكرة، في حديث لـ«الأخبار»: «اسم النشاط لا يعني أننا سنحاكي الشام في كل النصوص، بل لتظلّ عاصمة الأمويين حاضرةً ولو لفظياً». وأضاف أن القراءات الشعرية تعتمد على «استقطاب شعراء من مختلف الأجيال، ومن بينهم أسماء مكرسة، ولها تجاربها الهامة»، مشيراً إلى إمكان التعرّف إلى «شعراء شباب أثناء الأمسيات». من جانب آخر، يتداول رواد «يا مال الشام» الدعوات من خلال صفحة خاصة على فايسبوك حوّلها أصحاب الأمسية وجمهورها إلى مساحة لنشر الصور، وبعض التعليقات الساخرة في بعض الأحيان للتخفيف من وطأة البعد عن أرض الوطن. مرّة جديدة، يطلق السوريون في بيروت حراكاً ثقافياً بنهم أكبر للحياة، رغم قسوة المعاناة. (الأخبار)



«يا مال الشام – شعر وخمر»: 8:30 مساء غد الجمعة ـــ «زيكو هاوس» (الصنايع ـ بيروت) ــ للاستعلام:78/805370