مجدداً، غوغل في مواجهة قضائية على خلفية قضايا تتعلق بحماية معلومات. بعدما سدّد غرامة بقيمة 22.5 مليون دولار أميركي في الولايات المتحدة إثر اتهامه بانتهاك الخصوصية بين صيف 2011 وربيع 2012، ها هو العملاق الأميركي أمام معركة قضائية جماعية للمرة الأولى في المملكة المتحدة. إذ بات أكثر من 10 ملايين من مستخدمي «آيفون»، و«آيباد»، ومحرّك البحث «سفاري» التابع لـ«آبل» يملكون الأرضية المناسبة لمقاضاة غوغل بعد «تجاوزها» إعدادات الحماية (Security Settings) الخاصة بالشركة لمراقبة أنشطتهم.
12 بريطانياً من مستخدمي «آيفون» على الأقل بدأوا إجراءات قانونية ضد غوغل، وفق ما أكد المحامي المسؤول عن القضية دان تنش لصحيفة الـ«غارديان» البريطانية أول من أمس. وشدد تنش الذي يعمل لدى شركة «أولسوانغ» للمحاماة في لندن على أن الدعوى ستتمحور حول كيفية «تحايل غوغل على إعدادات الحماية للتجسس على مستخدميها»، مضيفاً إنّه «إذا كانت الشركة الموجودة في معظم جوانب حياتنا تتصرّف على هذا النحو، فهذه مشكلة كبيرة».
قد تكون الفاتورة القضائية التي دفعتها غوغل ضئيلة مقارنة بالأرباح التي حققتها خلال العام الماضي (10.7 مليارات دولار)، غير أن الضرر الذي ستلحقه القضية الجديدة بها لم يحدد بعد، نظراً إلى أن المتضررين هم بالملايين، كما أن قيمة التعويضات المستحقة عليها ما زالت مجهولة، في ظل ترجيحات بأن تصل إلى حوالى مئة مليون دولار.
الضجة التي أحدثتها الفضيحة شملت الجهات المعنية بقضايا الخصوصية أيضاً. قال ألكسندر هانف، العضو في إحدى حملات الدفاع عن الخصوصية في العاصمة البريطانية، إنّ هذا التحرّك الجماعي «لا يهدف إلى مقاضاة غوغل لجمع الثروات، بل لتوجيه رسالة واضحة إلى كل المؤسسات، مفادها أنّ التحايل على ضوابط الخصوصية سيكون ذا عواقب وخيمة». وبهذا يكون هذا التحرّك الأكبر في تاريخ المملكة المتحدة!
وطلب محامو الادعاء في بريطانيا من غوغل الكشف عن كيفية استغلالها للمعلومات الخاصة التي حصلت عليها أخيراً، إضافة إلى تحديد حجمها، والمدة التي استغرقتها العملية.
وكانت جوداث فيدال ـــ هول رئيسة التحرير السابقة لمجلة Index of Censorship المتخصصة في مجال حرية التعبير، أول من كشفت فضيحة التنصّت هذه عبر تصريح لصحيفة «صنداي تايمز»، متهمةً غوغل بـ«المطاردة الإلكترونية»، ولافتة إلى أنّه «يؤلمني كثيراً أن يتم بيع المعلومات الخاصة بنا، أو على الأقل إمرارها إلى طرف ثالث». مستخدمو «سفاري» أسسوا صفحة على فايسبوك باسم Safari Users Against Google›s Secret Tracking يستنكرون فيها ممارسات غوغل «غير المفاجئة»، بالنظر إلى تاريخها الطويل في مجال محاربة نظم حماية الخصوصية.