القاهرة | لكسب «معركة الرأي العام»، يطبّق الإخوان المسلمون في مصر نظرية جوزف غوبلز وزير الدعاية في عهد هتلر. فعلوا ذلك عبر منابرهم الإعلامية والكثير من المواقع والصفحات الإلكترونية، مثل تلك الخاصة بحزب «الحرية والعدالة»، و«إخوان أونلاين»، وصفحة «إحنا شباب الإخوان اعرفنا صح» الفايسبوكية، وشبكة «نبض الإخوان»، و«كتائب الإخوان المسلمين»، إضافة إلى «الإخوان المسلمون: من نحن، وماذا نريد؟». وكما استغل الإسلاميون هذه المنابر في التحريض، كذلك فعلت القنوات التلفزيونية الخاصة بهم أو الداعمة لهم عشية الذكرى الثانية لـ«ثورة 25 يناير». مثلاً، حذرت الفضائيات الإخوانية من الفوضويين، ومن «رغبتهم في تدمير الدولة، وإشاعة الفوضى، وتعاونهم مع فلول النظام السابق»، إلا أنّ الأخطر كان التحذير من مغبّة خروج الأقباط للتظاهر، باعتبارهم «العدو الأول للمشروع الإسلامي في مصر». عندما اشتعلت الأحداث في بور سعيد قبل أيّام، اعتمد موقع «إخوان أونلاين» أسلوباً لم تعهده مصر سابقاً.

حرص على بث صور كاذبة مثلما فعل حين نشر صور الـ«بلاك بلوك» في اليونان وهم يصنعون زجاجات المولوتوف مع خبر بعنوان «إلقاء القبض على 21 من مثيري الشغب في الإسماعيلية». وروّج نشطاء إخوانيون لقرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة على أنّها «تحقن الدماء، وتنهي الفوضى»، ملقين اللوم على الأطراف المعارضة، وعرضوا صورة لمشهد من فيلم «جاءنا البيان التالي» لمحمد هنيدي ذيِّل بعبارة: «كان معكم مواطن مصري من أهدى مكان في العالم... الله يخرب بيتك يا برادعي». أما مع اشتداد حدة الاشتباكات أمام فندق «شيبرد» في القاهرة، فقد نشرت المواقع الإخوانية صورة لشاب يحمل زجاجة مولوتوف، تبيّن لاحقاً أنّها من أحداث البحرين!
رغم كل شيء، بقيت «بوابة الحرية والعدالة» نجمة عمليات التحريض والأخبار الملفقة، عندما فتحت المجال لبثّ أخبار على شاكلة أنّ «بعض رموز المعارضة تجمّل عمليات التخريب وتصفها بــ«العمل الثوري»»، إضافة إلى كلام وكيل النقابة العامة للمحامين فتحي تميم عن أن «جبهة الإنقاذ الوطني» (قوى المعارضة) تقود مصر نحو الخراب. على قناة «الناس» السلفية، استكمل خالد عبد الله أكاذيبه، وهجومه المستمر على محمد البرادعي، مستنكراً وصف «القتلى بالشهداء»، متهماً إيّاه ومحمود سعد بـ«تقبيل الفنانات»، مصراً على وصف «جبهة الإنقاذ» بـ«جبهة الخراب». أما قناة «الجزيرة مباشر مصر»، فأبدت بدورها انحيازاً تاماً كالعادة للإخوان.
في مقابل الهجوم الإخواني المركز، التزمت صحيفة «الوطن» سياستها المناهضة للإخوان، عارضة فيديوات على قناتها الخاصة على يوتيوب تدين الشرطة، ووزارة الداخلية، وتبرز تفاصيل التظاهرات كافة، كذلك كان للإخوان حساب عسير على قناة «أون. تي. في» عشية ذكرى «جمعة الغضب»؛ إذ بدأت ريم ماجد برنامجها «بلدنا بالمصري» بمقدمة نارية جاء فيها: «بنمسي على حضراتكوا في يوم تاني في ليلة تانية، لسة فيها غراب البين مش عايز يفارقنا...». قناة «سي. بي. سي» الخاصة التي جمعت أشهر ثلاثة مذيعين معارضين للثورة (خيري رمضان، ولميس الحديدي، وعماد الدين أديب)، خصصت مساحة للإعلامي باسم يوسف مساء كل جمعة لانتقاد الإخوان المسلمين في برنامجه «البرنامج»، ساخراً من ممارساتهم، ومفنداً كذب قنواتهم التي فاقت حدها في الأيام الأخيرة.