القاهرة | الحضور الضعيف لجمهور «معرض القاهرة للكتاب» دفع وزير الثقافة صابر عرب إلى تمديد المعرض ثلاثة أيام إضافية، أي حتى 9 الحالي في محاولة لعلاج تراجع المبيعات. «السياسة أولاً» تلك هي حال الدورة 44 من المعرض التي افتتحها الرئيس محمد مرسي، لاغياً لقاءه بالمثقفين كما جرت العادة، ومكتفياً ببعض الناشرين العرب وناشري الكتب الدينية. الأمر الذي روّج لفكرة مقاطعة المعرض مقابل معارضة البعض. مثلاً، وصف الروائي سيد الوكيل (الصورة) الفكرة بأنّها دعوة ساذجة، وتأكيد للأخطاء التي تقع فيها النخب الثقافية فـ«بهذه الدعوة، نكون قد أعطيناهم ما يريدونه مقابل اعتزاز زائف، وهي دعوة تنفي المثقف إلى الظل». كما نظِّمت مسيرات داخل أروقة المعرض، احتجاجاً على تهميش المثقف منذ وصول الإخوان إلى الحكم.
«حضرت السياسة وغاب الكتاب»! على طريقة برامج الـ«توك شو»، أقيمت «المناظرات» تحت عناوين سياسية، واختير الضيوف بناء على المتاح، وبدت المناظرات حلقات تلفزيونية تم بثها من قبل. وكي تكتمل الصورة، أسندت إدارة «المناظرات» للإعلامي محمود شرف المذيع في التلفزيون الحكومي. وبدلاً من أن تكون المناظرة مجالاً لعرض وجهات النظر، فقد استحالت مساجلةً سعى فيها كل طرف إلى هدم الخصم وتشويهه. كما ألقت الأحداث السياسية بظلالها على المناخ، فتحولت بعض المناظرات إلى مناظرة من جانب واحد بسبب عدم حضور المدعوين نتيجة الارتباك الذي سببته التظاهرات في الطرق. كذلك، تم إلغاء العديد من الأنشطة الثقافية، إضافة إلى أنشطة ضيفة الشرف ليبيا. رئيس «الهيئة العامة للكتاب» أحمد مجاهد ألغى أيضاً ندوة «مشروع تمكين الشباب لإدارة شؤون الدولة» بسبب مشادة اندلعت بين مديرة اللقاء سهير المصادفة والحضور المنتمي إلى أحزاب إسلاموية النزعة. وجاء ذلك بعدما هاجمت المصادفة ما سمته «أخونة» الدولة.