القاهرة | لو جاء انتقال المذيعتَين فاطمة نبيل وسارة رأفت إلى «الجزيرة مباشر مصر» في ظروف أخرى، لما صاحب الخبر كل هذا الجدل. لكن أداء «الجزيرة» المنحاز ضد الشارع منذ تولّي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم في مصر، جعل كل أمر يتعلق بالمحطة القطرية محطّ الأنظار.
هكذا كان طبيعياً أن يطرح انتقال المذيعتين العديد من الأسئلة، أولها يتعلق بفاطمة نبيل التي كانت حديث الناس قبل فترة باعتبارها أول مذيعة أخبار محجّبة في التلفزيون المصري الذي انتمت إليه طويلاً، قبل أن يمنعها الحجاب من الظهور، ثم انتقلت إلى قناة «مصر 25» الإخوانية قبل أن تعود بحجابها إلى الشاشة الرسمية. أما سارة رأفت، فيؤكد مصدر من داخل «الجزيرة» أنّها تتمتع بمهنية وخبرة وفّرتها إقامتها الطويلة في قطر بالقرب من والدها الموظف البارز في «الجزيرة. لكن يبقى السؤال: لماذا بات المنضمّون الجدد إلى شاشة «الجزيرة» محسوبين على الإخوان المسلمين والتيار الديني؟ ولماذا بات هناك تشكّك دائم بانتماءات مذيعي القناة، وخصوصاً الرجال الذين ينقسمون بين أعضاء في التنظيم أو محبّين للإخوان؟ لكن منتجين ومحرّرين في القناة أكدوا لـ«الأخبار» أنّ نسبة المنتمين إلى الإخوان داخل الفضائية القطرية لا تزال في الحدود المعقولة، لكنّ السياسة التحريرية تقررّها الإدارة العليا في قطر.
من جانبه، قال مدير «الجزيرة مباشر مصر» أيمن جاب الله إنّ هناك مذيعة واحدة فقط آتية من «مصر 25» إلى الفضائية القطرية، هي سارة رأفت، فيما اعتبر أنّ فاطمة نبيل محسوبة في الأساس على التلفزيون المصري، مؤكداً أنّ القناة تضمّ إعلاميين من كل الأطياف السياسية وستَنضمّ وجوه جديدة من كلّ التيارات في المستقبل القريب. ورفض جاب الله وصف عدم نقل «الجزيرة» بعض الأحداث الساخنة ضد مرسي بأنّه انحياز للإخوان، معدِّداً محطات وتظاهرات معارِضة غطّتها المحطة.
مع ذلك، رأى بعضهم أنّ انتقال وجوه «مصر 25» إلى «الجزيرة مباشر مصر» يهدف إلى استعادة المحطة القطرية الشعبية التي فقدتها بعدما انصرف عنها الجمهور، باستثناء مناصري الرئيس ونظامه. بالتالي، تظلّ المنافسة الإعلامية محسومة للمعارضة التي تعبّر عنها معظم الوجوه البارزة في القنوات الخاصة المصرية، سواء هؤلاء المحسوبين على الثورة منذ البداية أو حتى المحسوبين على نظام مبارك.



حجّبني يا خويا!

شهدت الصفحة الرسمية الخاصة بـ«الجزيرة مباشر مصر» على الفايسبوك احتفاءً كبيراً بانضمام فاطمة نبيل وسارة رأفت إلى الشاشة القطرية العاملة في مصر. لكن كما هي عادة الجمهور المحافظ، فإنّ معظم المهنّئين لم يلفتوا إلى الخبرات المهنية التي تتمتع بها نبيل ورأفت بل إلى حجابهما. وشدّد هؤلاء على أنّهم يريدون تحجّب باقي مذيعات القناة أو استبدالهن بالمحجّبات! فيما علّق البعض ساخراً بأن انتقال مذيعات الإخوان إلى «الجزيرة» يعني خطة منظّمة لأخونتها وكأنها ليست مصنّفة إخوانية في الأساس، هي التي تدافع في تعاطيها الإعلامي عن الجماعة ونظام الرئيس محمد مرسي (الصورة).