القاهرة | مساء الثلاثاء الماضي، فوجئ زوّار نادي السينما التابع لـ«دار الأوبرا» في القاهرة بتغيير برنامج السهرة، إذ تم عرض فيلم «البؤساء» للمخرج البريطاني توم هوبر بدلاً من الفيلم السوري «العاشق» (2011) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، علماً بأنّ الفيلم الذي ترقّبه بعض السوريين اللاجئين في مصر، أنتجته «المؤسسة العامة للسينما» (المؤسسة السورية الرسمية).
القائمون على النادي وقعوا في إرباك لجهة تبرير الأسباب التي حالت دون عرض الشريط، وتذرعوا بأنّ معارضين سوريين مارسوا ضغوطاً لمنع عرضه. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أشهر فقط على منع عرض الشريط المذكور في مهرجاني «القاهرة السينمائي» و«دبي» (الأخبار 27/11/2012 _ 30/11/2012). رئيسة دار الأوبرا إيناس عبد الدايم نفت لـ«الأخبار» علمها بأسباب استبعاد «العاشق»، كاشفة أنّها كانت موجودة خارج البلاد، وملقيةً بالمسؤولية على عاتق المشرف على النادي رفيق الصبان.
من جهته، نفى الصبان منع عرض الفيلم، معتبراً أن قرارات المنع تصدر عن الرقابة على المصنّفات الفنية التي أجازت العرض، لكن تم استبعاده من برنامج «نادي السينما» واستبداله بفيلم آخر حصل على جوائز عالمية. ولفت الناقد الفني إلى أنّه رغم أن الفيلم يحوي في طيّاته وموضوعه نقداً للنظام السوري، فضّلت «دار الأوبرا» «عدم زج نفسها في أي صراع سياسي»، فيما تردّدت أخبار عن أنّ بعضاً من المعارضة السورية في مصر أرسلوا تهديدات بمهاجمة «الأوبرا» في حال عرض الفيلم، ما دفع نادي السينما التابع للأخيرة إلى سحبه.
واللافت أنّ «جمعية بيت السينما» كانت قد أقامت عرضاً للشريط الممنوع الشهر الماضي في مقرّ «مركز الثقافة السينمائية» في القاهرة، وقدمه الناقدان أحمد شوقي وأمين عام الجمعية ياقوت الديب. ويتناول الفيلم حياة مخرج سينمائي يصوّر فيلمه الأول، ويسرد حكايته التي تتداخل فيها الأزمنة بين طفولته يوم وقع في الغرام للمرة الأولى في قريته، وبين الزمن الحالي في دمشق.
وكان إعلان عرض الفيلم ضمن «مهرجان القاهرة السينمائي 35» قد أثار ردود فعل كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أُنشئت صفحة على فايسبوك تحمل اسم «لا لعرض الفيلم السوري «العاشق» في مهرجان القاهرة السينمائي»، موضحة في بيان نشرته أنّ «مشاركة الفيلم باسم سوريا في مهرجان سينمائي، ترتبط بضرورة سحب المخرج توقيعه عن «بيان سينمائيي الداخل» (http://www.al-akhbar.com/node/11830)، وتقديمه اعتذاراً عن ذلك حتى يصار إلى اعتباره ممثلاً للسينما السورية». وأكد الناقد الأمير أباظة، رئيس «جمعية بيت السينما» التي عرضت الفيلم، تأييده عدم عرض الشريط في «مهرجان القاهرة» لأنه من تنظيم وزارة الثقافة، كما أنّ مخرجه «جزء من النظام السوري الحاكم». لكنّه تابع أنّ هذا لا يمنع قيام الجمعية بعرضه على نطاق ضيق.