لم يتمكن ليوس كاراكس من حضور حفل «جمعية نقاد السينما» في لوس أنجلس لتسلّم جائزة أفضل فيلم أجنبي عن «هولي موتورز». بعث المخرج الفرنسي بخطاب قبول الجائزة، معرّفاً عن نفسه بأنّه «مخرج أفلام أجنبية اللغة معلّقاً أنّ «السينما لغة أجنبية صنعت لمن يرغب في السفر إلى الجانب الآخر من الحياة». تعليق ساخر من ليوس على كون لغة الفيلم الصورية تغني عن لغته المحكية.
في الدورة الـ85، تتنافس خمسة أفلام أجنبية على الأوسكار. هناك الفرنسي «حب» لمايكل هانيكي المرشّح لجائزتي أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي معاً، وهو أمر لم يحصل إلا ثلاث مرّات في تاريخ الأوسكار. تأتي الحبكة قريبة من ثيمة التواصل. آن وجورج (يلعب دورهما البديعان إيمانويل ريفا وجان لوي ترانتينيان) زوجان في الثمانين تصاب المرأة بجلطة. يضعنا هانيكي في نظرة مقربة لعلاقة الاثنين التي تبدأ بالاضطراب. رغم فوزه بسعفة «مهرجان كان»، تبدو حظوظ الشريط في نيل جائزة أفضل فيلم أجنبي أوفر في ظل المنافسة الأميركية القوية التي يخضع لها في السباق نحو أوسكار أفضل فيلم. لكن منافسة الأفلام الأجنبية الأخرى قوية. نجد على القائمة «لا» للتشيلي بابلو لارين، عن الاستفتاء الشهير في الثمانينيات عن حكم بينوشيه، حيث تتناول الحبكة الحملة التي قادها رينيه سافيدرا (غايل غارسيا برنال) لإقناع الناس بالتصويت بـ«لا» التي تضمن عدم ترشح بينوشيه للرئاسة مجدداً. الفيلم أول إنتاج تشيلي يترشح للمسابقة، ومنافس قوي بعد الثناء الذي ناله في «كان». من الدنمارك يأتي فيلم الدراما التاريخية «علاقة ملكية» (الصورة) لنيكولاج أرسيل. نعود إلى القرن 18 وعلاقة الحب التي جمعت الملكة كارولين ماتيلد ويوهان سترونسي، طبيب زوجها الملك كريستيان السابع الذي يعاني من الجنون. بعد تعيين سترونسي نفسه حاكماً، يحدث ثورة إصلاحية ويلغي قوانين تجارة الرق والتعذيب وأرستقراطية البلاط الملكي. نال الفيلم جائزة أفضل سيناريو في «برلين» ومايكل فوسغارد جائزة أفضل ممثل عن دور الملك كريستيان. على القائمة أيضاً الشريط التاريخي النروجي «كون _ تيكي» والكندي «ساحِرة الحرب» لكيم نغوين الذي يتناول المعاناة التي يسببها الصراع الأهلي في دولة أفريقية.