كلا، ليس عماد برناط تطبيعياً كما أوردنا متسرّعين في عدد أول من أمس. أثار وثائقي «خمس كاميرات محطّمة» (الصورة) للمخرج الفلسطيني برناط والإسرائيلي جاي دافيدي ضجة في الأوساط العربية والإسرائيلية. عربياً، وقع جدل يتعلّق بما إذا كان الفيلم تطبيعاً بسبب هذه الشراكة الإخراجية ومشاركة جهة إسرائيلية في الإنتاج، بينما أثار ضجّة في الأوساط الإسرائيلية بسبب النظرة النقدية التي يوجّهها الى الاحتلال وجدار الفصل العنصري.
الشريط الذي جمع برناط مادته على مدار سبع سنوات بخمس كاميرات تحطمت أثناء التصوير، يوثّق النضال السلمي الذي يخوضه أهالي قرية بلعين (الضفة) ضد الاحتلال. وصول الفيلم إلى سباق الأوسكار شكّل حدثاً لصانعيه، وقد حاولت إسرائيل تبنّيه كفيلم «إسرائيلي» رغم قانون الأكاديمية الذي لا يدرج الأفلام الوثائقية تحت مسمى الجهات المنتجة، بل ينسبه إلى المخرجين. هذا ما يؤكده برناط الذي يعتبر شريطه فلسطينياً. من ناحيتها، أصدرت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» PACBI بياناً يفيد بأنّ الفيلم لا يندرج تحت معايير المقاطعة، إلا في حال عرضه في أماكن تخضع للتمويل الحكومي الإسرائيلي. إضافة إلى الجدل الذي أثاره الفيلم، فقد حقّق أمن مطار لوس أنجلس ساعتين مع برناط لدى وصوله قبل أيام، مطالبين إياه بإثبات أنّه جاء من أجل الأوسكار، ومهدّدين بترحيله. كل هذه الملابسات ستزيد المناخ السياسي المخيّم على «الأوسكار» هذا العام وتركّز الاهتمام على «كاميرات» عماد برناط!