«تاريخٌ يشهد». لا ترضى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بعنوان أقل لإطلالة ليلى عبد اللطيف على شاشتها. والتاريخ إياه شهد أول من أمس على خفّة ما بعدها خفّة. كل شيء أضحى مباحاً على الشاشة الصغيرة. هي حلقات «المنجّمين» على شاشات الاستلاب البصري. عفواً، فعبد اللطيف ترفض هذا التوصيف. إنّها «صاحبة إلهام». ثلاثون دقيقة كانت كافية ليزوّدنا «إلهام» ليلى بتوقعات عن مستقبل العالم، من لبنان إلى روسيا، مروراً بالمغرب العربي. أفق مفتوح على رؤية البعيد المخفي. ميشال حايك شهري عوضاً عن ذلك السنوي، فالجمهور «عايز كده». ربما.
الجزء الأول من حلقة ليل الأحد كان معزوفة اعتادتها الشاشات اللبنانية. تنبؤات قد «تمرّ» على البعض. أخبرتنا ليلى عن حريق في مخيّم في الأردن. لعلّ «مخيّم الزعتري للاجئين السوريين» سوف يشهد، قريباً، الحريق الرابع أو الخامس، فالعلم عند ليلى التي توقعت أيضاً عودة التظاهرات إلى الشارع المصري. «عودة» يا ليلى؟ كل ذلك كان ليمرّ لولا... نصف الساعة الأخير من الحلقة، فـ«الليلة ستدخل (عبد اللطيف) إلى قلب الغصّة، علّها تحسم مفاعيل الظلام» قالت محاورتها ماتيلدا فرج الله بنبرة خطيرة خلال تقديمها الفقرة الأخيرة، مستضيفة في الاستديو بعض أهالي المفقودين في الحرب الأهلية. هؤلاء المساكين جاؤوا بصور أقاربهم وجلسوا بالقرب من «صاحبة الإلهام» علّها تقول لهم ما وضعته «الدولة» في آخر أولوياتها.
«بمطلب من هؤلاء المعلّقين بحبال الهوا رَحْ تقولي كلمة الحسم»، جزمت فرج الله. وهنا، تبدّلت ملامح ليلى لتتخذ قناعاً جدياً قائلة لإحدى الأمهات «أعطيني الصورة. ما كان عمره حين خطف؟». سألتها عبد اللطيف قبل أن تباشر بتطبيق نظريتها. دوّنت ملاحظاتها بكل ثقة على ورقة. الكاميرا على وجه الحاجة الثكلى. لزوم الحلقة يا جماعة. «إلهام ليلى عبد اللطيف شو بيقول»، ماتيلدا تضيف جرعة تشويق إلى أن... نطقت ليلى «أنا مسؤولة عن كلامي، رح يرجع يدقّ بابك». هكذا، خرجت علينا LBCI أمس بآخر «موضاتها»، ذاهبةً إلى الحد الأقصى في استغلال بشع لقضية إنسانية موجعة. مفقودون منذ عشرات السنين حطّ ملفهم في حلقة تلفزيونية وسيناريو «دق الباب» استمرّ. «خلال سنتين سيعود أخوك... سيعود ابنك...» لكنّ الحلقة لم تقفل بالتفاؤل ذاته. «العيّنة» الأخيرة «كسرها» إلهام ليلى: «صعبة. قبلانة كون أنا غلطانة، بس صعبة يرجع ابنك» قالت ليلى لإحدى الأمّهات بحزن... في هذا الوقت، كانت الإعلانات تمطر على LBCI.