الغرافيتي الذي إنطلق كفنّ احتجاج للذين لا يملكون مكاناً للتعبير سوى الشارع، بدأ يبتعد عن موطنه الأصلي. هكذا، بعدما إحتضنت الشوارع آلاف رسوم الغرافيتي في العالم، بدأ هذا الفن يأخذ صيغاً أخرى، منتقلاً من الضواحي الفقيرة للمدن إلى نخبويّة صالات العرض. من بين مدن عديدة مثل باريس، وشنغهاي، وبرلين، وأمستردام، والقاهرة، إحتضنت بيروت إسم «تانك». أعمال تانكريد بيرو (1979 ـ الصورة)، أحد أهم فناني الغرافيتي في فرنسا، تعرض اليوم في «المعهد الفرنسي» ضمن فعاليات الشهر الفرنكوفوني في لبنان. في أعماله، يعمد «تانك» إلى إستعمال نوع من التجريد ضمن عمليّة مزج بين الغرافيتي وأحد أنماط التعبير النخبوية و الـ «بوب آرت». هكذا يركّز مؤلّف الموسيقى الإلكترونيّة على الألوان، مستخدماً التيبوغرافيا، والكاليغرافيا، والخطوط التي تبدو عبثيّة بعض الشيء. يلجأ الفنان المتأثّر بـ «المدرسة القديمة» للغرافيتي في نيويورك، إلى نوع من التكرار للخطوط وللألوان في لوحاته ضمن إطار دائري مثلاً. الأمر الذي يولّد لوحة ذات ترددات وتأثيرات، تثير نوعاً من الوهم البصري أحياناً.

على الرغم من مشاركته في معارض جماعية وفرديّة عدّة في لندن، وباريس، وبلجيكا، والهند، والمغرب وغيرها من المدن العالمية، إلا أنّ تانك انخرط في فن الغرافيتي منذ عام 1996. لا بد من أن مشاركاته العديدة هذه، أتت من إيمانه بأنّ اللوحة يجب أن تسافر وتصل إلى الناس. وفيما يقام معرضه الفردي في «المعهد الفرنسي»، تعرض له لوحات عدّة في الــ «آرت لاونج» (الكرنتينا)، إلى جانب أعمال أخرى لأكثر من فنان غرافيتي مثل «سيسكا» و «زيفا».



تانك: حتى 23 آذار (مارس) ـــ «المعهد الفرنسي في لبنان»، بيروت ــ للاستعلام: 01/420200