القاهرة | منع رواية مصرية في «معرض الرياض الدولي للكتاب». كان يمكن هذه العبارة أن تكون «مثيرة» قبل سنوات، لكنّها لم تعد كذلك مع الاعلان عن مصادرة رواية «ماندورلا» للكاتب أحمد الفخراني (دار العين ــ 2013) في المعرض السعودي، إذ إنّ بعض القرّاء الذين تداولوا الأمر على صفحات التواصل الاجتماعي، أعادوا إنتاج عبارات وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجة الذي أكّد يوم الثلاثاء الماضي أنه لا مصادرة لأي كتاب خلال افتتاح المعرض الذي يقام تحت عنوان «الحوار، ثقافة وسلوك»، لكنّ مديرة «دار العين» ناشرة الرواية فاطمة البودي أكّدت خبر منع الرواية في جناح الدار في المعرض، مرجّحة أن يكون سبب المنع زيارة من ممثلي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الدار خلال تجوالهم في المعرض. وقد تكون صورة غلاف الرواية استفزّتهم.
وأوضحت البودي أنه طلب منها منع عرض «ماندورلا» من دون مصادرة الرواية، فالإجراء يقتصر على منع العمل من العرض والبيع.
مؤلف الرواية أحمد الفخراني أربكه خبر المنع، فخاض حواراً مع قراء وأصدقاء على صفحته الشخصية على الفايسبوك، مشيراً إلى أنّ «الأمر مضحك ومربك، فالرقابة تعني أن تُقرأ الرواية أكثر، على عكس ما يتمناه الرقيب، حامل الفكرة البائسة. فذلك يصل بعملي إلى شرائح على استعداد لتحمّل ما يتخيّل الرقيب أنه سيكون صادماً، أو مخالفاً، لكن هذا الأمر لا يسعدني، فالضوضاء لا تناسبني». وأعرب الفخراني عن أمنيته في أن يقرأ عملي بمعزل عن فكرة المنع، حيث لا يكتسب قوته من فكرة حظره التي لم تعد تصلح ولا حتى في السعودية.
على حسابها على تويتر، سخرت الشاعرة الكويتية سعدية مفرح من واقعة منع «ماندورلا» التي رأى البعض أنّ الحديث عن منعها عمل دعائي للترويج للرواية، وضرب هؤلاء أمثلة بانفتاح شهده المعرض خلال السنوات الأخيرة عبر عرض أعمال كانت ممنوعة سابقاً كروايات عبد الرحمن منيف وتركي الحمد المودع اليوم في أحد سجون المملكة العربية السعودية (الأخبار 5/2/2013)، فيما رأى آخرون أنّ شدّ الحبال بين التيّارين المحافظ والمعتدل في المملكة انعكس على سقف الحرية المتفاوت في دورات المعرض.
من ناحية أخرى، تحظى «ماندورلا» بحضور لافت في الأوساط الأدبية منذ صدورها في كانون الثاني (يناير) الماضي، بسبب انفتاحها على كتابة الصورة، وقدرتها على تأسيس علامات سردية مصدرها عوالم الكوميكس والكرتون. تبدو مخيّلة صاحبها إنتاجاً خالصاً لهذه العوالم التي اختبرها سابقاً في كتابه «مملكة عصير التفاح»، لكن بحرفية أكبر تؤسس لكتابة جديدة عن عالم الأشباح تغاير لنماذج السرد في الأجيال السابقة بفضل الاستعارات التي تلجأ إليها من عوالم السرد البديل، وقدرتها على استثمار اللغة الجديدة المنتجة من الوسائط
الإلكترونية.