القاهرة | «اللي هيقرب، هفصل راسه عن جسمه، صحافة مش صحافة ميهمنيش». هكذا حذّر أحد شباب الإخوان المسلمين رسّامي الغرافيتي المتظاهرين عندما اقتربوا من مقرّ الجماعة في المقطّم (وسط القاهرة) أول من أمس السبت. جاء هذا التحذير بعد ساعات على انتخاب ضياء رشوان نقيباً للصحافيين (الأخبار 16/3/2013) إلى جانب 6 أعضاء جدد جميعهم من المناهضين للإخوان. هذا الأمر دفع البعض إلى اعتبار ما جرى للصحافيين والمتظاهرين أمام مقر الجماعة، انتقاماً من موقف النقابة ضد المرشد. إلا أنّ ما تعرّض له مراسلو ومصوّرو قنوات مثل «سكاي نيوز» و«روسيا اليوم»، أكّد أن الهدف من الاعتداء هو منع تصوير أي اشتباكات تجري حول المقرّ. كان يمكن الأمر أن ينتهي بهدوء لو ترك الإخوان رسامي الغرافيتي الذين توجّهوا للكتابة والرسم على بعد أمتار من المقر، ولم يقتربوا من أسوار المبنى. تزامن تحركهم مع وجود عدد من الصحافيين والمصوّرين لرصد هذا النشاط الذي يعكس اقتناع شباب الثورة بأنّ مكتب إرشاد الجماعة مسؤول عمّا يجري.
كذلك تردّد عن اجتماع سري في المقرّ بين قيادات الإخوان وقيادات «حركة حماس» على خلفية اتهام مجلة مصرية لـ«حماس» بالضلوع في مذبحة الجنود المصريين في رفح (أغسطس 2012). وفور خطّ الرسومات على الأرض وكتابة عبارات على غرار «يسقط حكم المرشد» و«ارحل» و«إلى حظيرة الإخوان»، بدأت الاشتباكات بالأيدي والعصي واعتُدي على الناشط أحمد دومة، والناشطة ميرفت موسى التي صفعها أحد شباب الجماعة، ما أثار موجة استياء عارمة في مصر. وخرجت موسى على الهواء في اتصال مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة «سي. بي. سي»، مؤكدة خبر ضربها وشتمها بأبشع الكلمات.
في الوقت نفسه، اتسعت قائمة الصحافيين الذين تعرّضوا للضرب لتشمل محمد طلعت داود من «المصري اليوم» ومحمود شعبان بيومي، وعمرو دياب ومحمد نبيل من «الوطن» ومحمد حجاج من «اليوم السابع» وعمر الديب من جريدة «فيتو». أما الشرطة، فقد وقفت على الحياد ولم تتدخل إلا بعد عودة مجموعة من المتظاهرين للتجمّع بالقرب من المقرّ ومحاولة رشقه بالحجارة، فأطلقت عليهم قنابل مسيلة للدموع. بدا الاعتداء على الصحافيين أول من أمس بمثابة اختبار مبكر لنقيب الصحافيين المنتخب ضياء رشوان الذي أعلن تقديم بلاغ فوري للنائب العام ضد قيادات الجماعة والضغط حتى يجري التحقيق معهم بتهمة الاعتداء على الإعلاميين والمصورين.
كذلك نظم الصحافيون أمس وقفة احتجاجية شهدت هتافات عدائية ضد الإخوان شارك فيها رشوان وأعضاء مجلس النقابة وعدد من النشطاء السياسيين.