القدس | «حاصر حِصارك» مستمرةٌ في حصار التطبيع ونشر ثقافة المقاومة رغم الرقابة التي مُورست عليها. النشرة الفصلية التي تصدر عن «حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS) حاصرتها جريدة «الأيام» الفلسطينية! إذ منعت الصحيفة نشر وتوزيع العدد الثاني من النشرة الفصلية بحجة احتوائها على «مواد تشهيرية مخالفة لقانون النشر الفلسطيني». وقبل أيام، أعادت مواقع إلكترونية نشر فصلية «حاصِر حِصارك» تضامناً مع «حركة مقاطعة إسرائيل»، واستنكاراً لـ «مقص الرقيب» في جريدة «الأيام» التابعة لـ«السلطة الفلسطينية».
«تعتذر «حاصِر حِصارك» لجمهورها عن التأخير الذي حصل في إصدارها في موعدها، واضطرارنا لإصدار نسخة إلكترونية بدلاً من النشرة الدورية المطبوعة» هكذا كتبت أُسرة تحرير «حاصِر حِصارك» على غلافها. إذ كان مقرراً أن تصدر كملحق لجريدة «الأيام» بتاريخ 10/12/2012. وبالفعل، فقد نشرت «الأيام» قبلها بيوم واحد إعلاناً عن نشر الملحق في التاريخ المذكور. لكن في ليلة التاسع من كانون الأوّل (ديسمبر)، تلقت أُسرة تحرير «حاصِر حِصارك» اتصالاً من هيئة تحرير «الأيام» التي «اعتذرت فيه عن عدم نشر الملحق بحجة احتوائه على مواد تشهيرية» رافضة تحديد هذه المواد، وغير مكترثة بالدور المتنامي والفعّال الذي تلعبه «حركة مقاطعة إسرائيل» في فضح جرائم «إسرائيل» عالمياً، وتحويلها إلى كيان مُقاطع ومنبوذ.
لكن ما هي هذه المواد «التشهيرية» التي استنفر لها رقيب«الأيام»؟ يتضمن العدد الثاني الإلكتروني أخباراً وتقارير متفرقة، منها تقريرٌ عن إنجازات «حركة المقاطعة» لعام 2012 سواء الثقافية أو الاقتصادية، وآخر عن «حملة المقاطعة لدى الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ48». أيضاً، تضمّن أحد التقارير حقائق وشواهد تدين اللقاءات التطبيعية بين فلسطينيين وإسرائيليين التي تهدف إلى إضعاف الصف الوطني الفلسطيني وتقويض المقاطعة العالمية لإسرائيل. أبرز هذه اللقاءات، حسب التقرير، «استضافة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري في قصره في نابلس رجال أعمال فلسطينيين إسرائيليين، من بينهم رامي ليفي، اليميني المتطرف والمشهور بحاله التجارية الضخمة في المستعمرات القريبة من المدن الفلسطينية المحتلة، والتي تسهم في ضرب الاقتصاد الوطني الفلسطيني». واستهجن التقرير «مشاركة رجل الأعمال بشار المصري في المؤتمر السنوي لـ «الرابطة الإسرائيلية للتكنولوجيا المتقدمة» الذي عقد في حيفا والقدس، بمشاركة نتنياهو ورئيس بلدة الاحتلال في القدس نير بركات». كما استنكر «مشروعاً تطبيعياً ألمانياً في المجال الأكاديمي شارك فيه سري نسيبة، رئيس جامعة القدس، ورئيسة الجامعة العبرية». أَمِنْ أجل هذه الحقائق استنفر رقيب «الأيام»؟

أصدرت «جمعية مسرح المدينة للثقافة والفنون» في بيروت بياناً أدان بشدّة «المبادرة التي قامت بتنظيمها الفنانة الأردنية لانا ناصر التي تمثّلت في تجمّع نسوي قام برحلة إلى اسرائيل من أجل ما سمّونه البحث عن السلام». وأدانت الجمعية استضافت قبل سنوات عرض ناصر «هذا المشروع الذي يغفل أنّ مبادرات مماثلة تعزّز ما تدعيه اسرائيل من ديمقراطية وانفتاح وتشجيع التطبيع مع الكيان الصهيوني». وكانت لانا ناصر قد نظّمت رحلة يوم الاثنين الماضي تنطلق من الأردن إلى القدس وتضم نساء اسرائيليات وعربيات وأجنبيات، بهدف «البحث عن السلام»!

http://arnew.bdsmovement.net/BDSArNl.html#/1/