كأنّه لم يكن ينقص اللبنانيين سوى زحف الجراد إلى ديارهم ليكتمل المشهد المضحك المبكي الذي يعيشونه كل يوم. أطلّ الجراد علينا بكامل عدّته وسلاحه، وقرّر أن يختبر صبر اللبنانيين. وطبعاً، جاءت الإجابة باقة من النكات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولعل أجمل تلك النكات هي «قائد الجراد يعلن الانسحاب من لبنان بعد اكتشافه أن الشعب ميّت من الجوع».
كذلك، أفادت «معلومات مؤكدة أنّ الجراد هرب بعدما اتضح أن السياسيّين آكلين الأخضر واليابس». وأرفقت بعض النكات بصور من وحي الواقع المرير، فقد نشرت صورة لإحدى جلسات مجلس النواب وكتب تحتها: «صورة حصرية للجراد الذي يغزو لبنان منذ عشرات السنين». وكما في كل مناسبة، كان لإمام «مسجد بلال بن رباح» في صيدا الشيخ أحمد الاسير نصيب لا بأس به من التعليقات. فقد انتشرت صورة على الفايسبوك تظهر الأسير فرحاً يقول «الله اكبر، طيور الأبابيل لفكّ حصار جامع بن رباح»، فيجيبه آخر بأنّ ذلك جراد! كما نشرت صور مركّبة للأسير والفنان المعتزل فضل شاكر وهما على شكل جراد.
وفي السياق نفسه، كتب الممثل الكوميدي نعيم حلاوي على صفحته على فايسبوك مرحّباً بالضيف العزيز: «في جرادة أول ما وصلت ع لبنان، دقّت لأهلا قالتلن: شفتو صُوَري». كما كان لوزير الداخلية مروان شربل حصّة الأسد من النكات وأظرفها «شربل يتعهّد بحلّ الموضوع بالحوار مع أبو جراد الطيار».
ولقيت «هيئة التنسيق النقابية» نصيبها من نكات الجراد منها: «رئيس هيئة تنسيق الجراد: سنعلن الإضراب يوم غد الأحد بسبب عدم وجود أخضر ولا يابس نأكله لأن زعماءكم ما خلولكم ولا خلولنا شي». بعد العاصفة الثلجية التي أدت إلى كوارث انسانية واقتصادية، ها هم اللبنانيون يحوّلون مجدداً مصائبهم إلى مادة للتندّر والتنكيت!