بينما تستعدّ «الشبكة الفضائية العراقية» المعروفة باسم قناة «السومرية» (تأسست عام 2004) لإغلاق مكاتبها في بيروت في نهاية شهر نيسان (أبريل) أو ربما قبل ذلك، لا تزال رسائل البريد التي تعرّف عن برامج المحطة وتوقيتها وضيوفها تصل إلى الصحافيين العاملين في باقي المؤسسات الاعلامية. تحاول الشبكة أن توحي للإعلام بأن كل شيء على ما يرام، ولكن في الحقيقة هناك مشكلة «عويصة» تتخبّط فيها الشبكة وستطفو إلى السطح قريباً. خلال السهرة التي أقامتها الإدارة احتفالاً بالعام الجديد قبل أشهر، أعلن القائمون على الشبكة أن مكتب القناة في بيروت سيُقفل، وأعطوا فترة زمنية تمتدّ أربعة أشهر لتحديد يوم الإغلاق. على أي حال، كان موظفو القناة يعلمون أنه بين ليلة وضحاها قد تُقفل أبواب الشبكة في لبنان، لأنّ أحد بنود عقد التوظيف الذي وقّعوه ينصّ على أن ذلك الإقفال سيصبح حقيقة «في حال اصطلاح الأوضاع في العراق». لكن بلاد الرافدين لا تزال تشهد اضطرابات، ولا أرضية ثابتة لانتقال القناة إليها، ما يعني أنّ الاسباب المادية هي التي تقف وراء إقفال مكتب بيروت. كذلك فإنّ الاوضاع المضطربة التي تشهدها بيروت شجّعت المحطة على ترك لبنان. في عاصمتنا اضطرابات ومخاوف من تفجّر الاوضاع، وكذلك الحال في العراق، وبالتالي يكون الحلّ بالعودة إلى الوطن لتخفيف أعباء التكاليف. اللافت أن «السومرية» تبث من بيروت وبغداد فقط، وهما تتقاسمان تصوير البرامج ومونتاجها، إضافة إلى مكتب وحيد في دبي هو المسؤول عن الاعلانات. عدد موظفين لا يستهان به يضمّه مكتب القناة في بيروت، وقد يفوق 300 موظف، علماً بأنّ القسم الأكبر منهم هم من العراقيين المقيمين في بيروت الذين لم يجدوا أمامهم خياراً سوى العودة إلى ديارهم والتحاقهم بقناة «السومرية» الأم. من بيروت، لا تزال جاكلين عقيقي (تقدم فقرة الأبراج) الوحيدة التي تصوّر برنامجها هنا، بينما مي كحالة التي كانت تقدّم برنامج «جدل عراقي» قد توقفت عن العمل قبل شهر بعدما انضمت إلى المحطة منذ انطلاقتها. يذكر أنّ القناة أطلقت قبل فترة وجيزة موقعاً إلكترونياً يحمل اسم «السومرية نيوز»، فهل يحلّ الأخير مكان القناة في تغطية الأخبار بأقل كلفة مادية؟



anb: مشاكل مزمنة

ليست قناة «السومرية» وحدها من تعاني من أزمات مالية. أمس، انتشرت أخبار عن ضائقة تمرّ بها قناة anb. لكنّ تلك الأزمة ليست وليدة البارحة، بل هي عبارة عن تراكمات عصفت بالقناة فأدخلتها في مأزقها المالي الحالي («الأخبار» 12/11/2012). وقد تحدثت بعض المصادر عن عدم دفع رواتب موظفي anb خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما يكمل برنامج «الى اين» الذي تقدمه زينة فياض في عرض حلقاته. يذكر أنّنا حاولنا مراراً الاتصال بأحد المسؤولين في anb لكنهم كانوا جميعهم خارج السمع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المديرين في «السومرية» الذين اختفوا فجأة وأقفلوا هواتفهم.