مَن تابع حلقة برنامج «كلام الناس» أول من أمس على lbci (الخميس9:30)، سيلاحظ حتماً أن «ريجيماً» قاسياً ضرب البرنامج، إذ اختُصرت مدة البرنامج، فتحوّلت من ساعتين إلى ساعة فقط. على مدى 60 دقيقة، حاور مرسيل غانم ضيوفه مازن سويد مستشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، والوزير مروان خير الدين وممثل الهيئات النقابية نعمة محفوظ، وكان حنا غريب معهم عبر الأقمار الصناعية.
قد يكون التغيير صبّ لصالح الحلقة التي يمكن وصفها بـ«لايت»، فالضيوف أوصلوا الرسالة التي جاؤوا من أجلها، من دون أيّ بهارات إضافية أو «أكشن» للفت السمع والبصر. لكن لم تُعرف الأسباب التي جعلت مرسيل يطلّ على الهواء لساعة فقط. منذ انطلاقه قبل نحو 19 عاماً على الهواء، اعتاد المشاهد «كلام الناس» بنسخته الطويلة التي تتخطى ساعتين، وكان مرسيل يضطر إلى ختم الحلقة بأسلوب قمعي بسبب احتدام النقاش بين الضيوف. لكن أول من أمس، ختم الإعلامي اللبناني حلقته سريعاً من دون أن يشرح للمشاهد أين ذهبت الساعة المتبقية من برنامجه. وقد تحدثت المعلومات عن «زعل» بين الاعلامي والقائمين على القناة الذين قرأوا جيداً الإحصاءات التي قامت بها شركة Stat Ipsos أخيراً. أظهرت هذه الإحصاءات أنّ الحلقة الأخيرة من مسلسل «الأرملة والشيطان» (عرض على lbci) تصدّرت القائمة الأكثر مشاهدةً بنسبة بلغت 14 في المئة من نسبة المشاهدين الذين تناولهم الإحصاء، ما يعني أن المسلسلات اللبنانية تملك حيثية لا يستهان بها رغم العاهات التي تفتك بها، وبالتالي فهي تشكّل مصدراً للإعلانات. وبالعودة إلى موضوع غانم، فإن القائمين في lbci توصّلوا إلى نتيجة أنّ البرامج السياسية الطويلة لم تعد تجذب المشاهد، وبالتالي يمكن الاعتماد على البرامج الترفيهية والمسلسلات التي تدخل الإعلانات أي «الفلوس»، خصوصاً أنّ الهواء مفتوح دوماً للأخبار العاجلة وفق السياسة الجديدة التي تتبعها «المؤسسة اللبنانية للإرسال». وما زاد الطين بلّة أنه قبل أيام أرادت lbci عرض برنامج «أنا وحياتي» الذي يقدمه نيشان، فطلب مديرو القناة نقل «كلام الناس» من الخميس إلى الاثنين بناءً على رغبة المشاهد المصري، لأن البرنامج يعرض مباشرة على قناة «الحياة» المصرية. ذلك الأمر رفضه مرسيل ووضع تغيير موعد برنامجه في خانة إطاحته، فعدلت المحطة عن فكرتها، وبالتالي أجّلت «أنا وحياتي». في الختام، هل يمكننا الحديث عن «كلام الناس» مدته ساعة فحسب؟ أم سيعود كما كان عليه سابقاً؟ وكيف يتعاطى مرسيل مع هذه السياسة الجديدة؟