القاهرة | على عكس التوقعات، جاءت حفلة زياد الرحباني ــ وزياد نفسه ــ خالية من السياسة والسياسيين أو أي شكل من أشكال التظاهر أو الاحتجاج. الحفلة التي أقيمت أول من أمس على «مسرح الجنينة»، مختتمةً الدورة الخامسة من «مهرجان القاهرة الدولي للجاز»، جاءت في ظروف أفضل بكثير من الحفلة السابقة التي قدّمها الفنان اللبناني في «ساقية الصاوي» عام 2010. امتدت الأمسية لثلاث ساعات تقريباً بمزاج جيد من الرحباني الذي ألقى بعض النكات تجاوباً مع جمهوره.
ظهر زياد على المسرح متأخراً نصف ساعة تقريباً؛ إذ كان يُفترض أن تبدأ الحفلة في التاسعة والنصف، لكنّ الجمهور لم يتذمر من هذا التأخر البسيط العائد إلى دواعٍ تنظيمية. بعدما سبقته الفرقة إلى المسرح، أطلّ زياد أخيراً بـ«بيريه» أخضر وحيّا جمهوره سريعاً، وبدأ العزف بمقدمة «لولا فسحة الأمل»، ثم أتبعها بمقطوعة «نوتة وحدة»، لتتوالى بعدها المقطوعات.
الجمهور راح يرفع صوته طالباً أغنيات «أنا مش كافر» و«عايشة وحدا بلاك»، و«بلا ولا شي»، فاستجاب زياد وغنى «أنا مش كافر» التي شاركه في تأديتها المطرب والملحّن المصري حازم شاهين، ما أشعل المسرح وسط تفاعل الجمهور الذي غنّى معه. بعد الأغنية، علق أحد الحاضرين وقال كلاماً عن محمد مرسي والأوضاع في مصر وبأنّ زياد «جاي سياحة» ولم ينجرف في الحديث السياسي. مع ذلك، لم يسلم الفنان اللبناني من تذمر الجمهور بسبب عدم غنائه ما يطلبه منه، فداعب الناس ممازحاً: «بعرف إنه في ناس قاطعة التيكيت عشان تسمع «أنا مش كافر» و«عايشة وحدا بلاك»، بس هو الإيفينت له علاقة بالجاز، فالناس تسمح لي مرّق كام قطعة جاز، ما رح أعزف «عايشة وحدا بلاك»، واللي يعرف يرجع التيكيت، يرجعه». بعد هذه المداعبة، توقّف التذمر واستمتع الحضور ببقية الفقرات.
شارك زياد في الغناء المطرب المصري هاني عادل الذي غنى معه «بصراحة»، ثم شاركه مرة أخرى في غناء «ما بتفيد»، إضافة إلى مشاركة لوريت حلو. وقد شارك أيضاً في الغناء كل من ستيفاني ستيفانو، ومنال سمعان، ومطربة برازيلية لبنانية تدعى نعيمة يزبك كانت تؤدي بعض الحركات الراقصة، وغنّت أيضاً «نسخة برتغالية» من أغنية «صباح ومسا». لم تغب عن زياد الحال التي تعيشها مصر. ألقى نكتة على ملابس نعيمة الزرقاء الأشبه ببدلة رقص قائلاً: «البنت والأزرق don’t mix» في إشارة إلى جملة الرئيس مرسي الشهيرة. بين الحين والآخر، كان يخرج بعض أعضاء الكورال لإلقاء بعض عباراته الشهيرة من برنامجه الإذاعي «العقل زينة» وبرامجه الإذاعية الأخرى. وعزف مجموعة من ألحانه الشهيرة مثل «صباح ومسا»، و«كيفك انت»، و«شو هالأيام»... لم يشتك أحد من الحضور من مشاكل تقنية على مستوى الصوت، أو من زياد بكل صخبه وضجيجه. غير أن الطقس الذي كان بارداً في المسرح المكشوف في «حديقة الأزهر» أتعب الجمهور والعازفين، وخصوصاً في الثلث الأخير من الحفلة. ختم زياد الحفلة بغناء «بلا ولا شي» بناءً على طلب الجمهور. وبعدما انتهى، داعب الجمهور ثانية قائلاً: «فينيتو... الحمد لله»



خصّص الإعلامي يسري فودة حلقة غداً الثلاثاء من برنامج «آخر كلام» (23:00) على قناة «أون. تي. في» لحوار خاص سجّله مع زياد الرحباني. امتد اللقاء قرابة ساعتين، وتناول مشوار الفنان الموسيقي وأبرز الأغنيات التي قدمها ومواقفه السياسية ورأيه في الأنظمة الإسلامية الحاكمة في مصر وتونس. وكان الرحباني قد تلقى العديد من العروض من القنوات المصرية الرئيسية، لكنّه فضل التسجيل مع قناة واحدة. وبحسب مسؤولين في ontv، لم يضع الرحباني أي شروط أو مقابل لقاء التسجيل.