القاهرة | كغيره من الملفات المصرية، لم تغيّر ثورة «25 يناير» شيئاً في لغز مصرع سعاد حسني! قرّر القضاء المصري إنهاء التحقيقات في القضية بدعوى «عدم توافر معلومات جديدة» تؤكد أنّ وفاة النجمة المصرية عام 2001 جاءت نتيجة حادث دبّرته أجهزة الأمن للتصدي للقنابل التي كان يمكن أن تفجّرها مذكراتها، علماً بأنّها كانت في صدد التحضير لكتابتها.
استمرت التحقيقات على مدار أكثر من عام بعد تقديم جانجا شقيقة سعاد حسني والمحامي عاصم قنديل بلاغاً بعد الثورة. فترة استمع القضاء خلالها إلى أقوال جانجا، وضابط الشرطة محمود عبد النبي، وتسلم مستندات ووثائق من قنديل. اتهم البلاغ وزير الإعلام السابق صفوت الشريف بالاتفاق مع أحد ضباط وزارة الداخلية المصرية على قتل حسني في لندن، مقابل مبلغ من المال. إذ أورد أنّ حسني هددت الشريف بالكشف عن خفايا حقبة الستينيات والسبعينيات يوم كانت تعمل لحساب جهاز الاستخبارات، وكان هو المسؤول عن تجنيدها وتواصلها مع بعض الشخصيات النافذة في المنطقة العربية. بلاغ جانجا حسني شمل أيضاً وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، وصديقة سعاد حسني ناديا يسري التي كانت برفقتها خلال وجودها في لندن لتلقي العلاج. كما أكدت جانجا أنّ شقيقتها كانت تحتفظ في شقتها بأوراق كتبت عليها الخطوط العريضة لمذكراتها. وفي ختام التحقيقات، أكّد القضاء أنّ كل ما قُدّم من أدلة «يفتقر الى العنصر المادي، كما أنّه ليس هناك ضابط في وزارة الداخلية يحمل الاسم الذي ذكرته أسرة حسني».
المحامي عاصم قنديل قال في حديث إلى «الأخبار» إنّه بصدد الحصول على نسخة من أوراق التحقيق الذي تم حفظه كي يتمكّن من الطعن فيه، مشدداً على أنّه طلب مساعدة الشرطة البريطانية في القضية، ومؤكداً أنّ الأخيرة معقدة للغاية بسبب مرور وقت عليها، ومشاركة قيادات الدولة آنذاك فيها. وسبق لقنديل أن أكد وجود «رغبة حقيقية» في الكشف عن الفاعلين، مشدداً على أنّها لم تنتحر وأنّ هناك جانياً «لا بد من أن ينال عقابه». إذاً، جاء قرار قاضي التحقيقات بحفظ القضية بسبب عدم كفاية الأدلة، وعدم العثور على الضابط المذكور في البلاغ، فضلاً عن عدم وجود مبالغ أنفقتها الوزارات المختصة على عمليات سفر ضباط إلى لندن، تزامناً مع وفاة حسني. هكذا، رأى القضاء أنّ تحميل رموز النظام السابق مسؤولية مقتل سعاد حسني مجرّد «اتهامات، لا تعتمد على أي أدلة يمكن محاسبتهم على أساسها».



العودة (المجهضة) إلى الشاشة

توفيت «سندريلا الشاشة العربية» في 21 حزيران (يونيو) عام 2001 إثر سقوطها من شرفة شقتها اللندنية، أثناء وجودها هناك للعلاج من مرض في العمود الفقري. ويستبعد المقربون من سعاد حسني احتمال انتحارها لأنّ «نفسيتها كانت في تحسّن دائم، تزامناً مع تحسّن وضعها الصحي». أشخاص كانوا على تواصل دائم معها مثل الممثلتين سميرة أحمد وناديا لطفي، أكدوا أنّها كانت تستعد للعودة إلى القاهرة وكانت مشتاقة للوقوف مجدداً أمام الكاميرا، وخصوصاً بعد مرور أكثر من عقد على مشاركتها في فيلم «الراعي والنساء» (1991) إلى جانب يسرا وأحمد زكي.