قبل ثلاثة أعوام، لفت الممثل اللبناني وسام صبّاغ (1974) الأنظار مع إطلاق برنامج «خدني معك» (الاثنين 20:45) على OTV، مقدّماً تجربة مختلفة، ترتكز على قضاء صباغ يوماً كاملاً مع أحد مشاهير الفن للتعرّف إلى يومياته وشخصيته عن كثب. لكن الحلقة الأخيرة خرجت عن المألوف حتى قاربت الفضيحة. فقد حلّ رجل الأعمال اللبناني رضا المصري الاثنين الماضي ضيفاً على البرنامج، عندما زاره صبّاغ في قصره في بعلبك، ليأخذ الجمهور في جولة على حياة الـBusiness Man الناجح.
قرّر بطل مسلسل «آخر خبر» الدخول إلى عالم الأعمال للمرّة الأولى. لكن لماذا اختار رضا المصري؟ «هو ناجح ورحّب باستضافتنا والكشف عن تفاصيل حياته»، يقول صبّاغ لـ«الأخبار»، مضيفاً: «يرفض رجال الأعمال عادةً الظهور في هذا النوع من البرامج». ولمن لا يعرف المصري، فهو حائز لقب «أفضل رجل أعمال» لعام 2012، تصدّر اسمه لائحة أغنى عشرة أثرياء في لبنان، كما يترأس مجموعة «رضا المصري القابضة».
بدأ المشوار باستقبال «غير شكل» قاده الخيّالة والطلقات النارية الترحيبية في الهواء، إضافة إلى المزمار والدبكة البعلبكية، وقهوة «أهلا وسهلا» المرّة، ليقفز صبّاغ في النهاية فوق خروف ذبح على شرفه قبل دخول المنزل الذي تولّى المصري تصميمه. كيف لا؟ فوسام صبّاغ في ضيافة بعلبك أوّلاً و«بيت المصري» ثانياً! كل ذلك عادي في حلقة «نجمها» رجل أعمال ثري وابن منطقة معروفة بكرم أهلها. لكن المصري أحسن استثمار الموضوع لصالحه. تحدّث عن «حرصه على التعايش الإسلامي المسيحي» الذي تعلّمه من الإمام موسى الصدر، إضافة إلى إصراره على تشجيع اليد العاملة والعمل «لصالح أهل المنطقة» التي تعاني «القلّة». تطرّق المصري أيضاً إلى حال أبناء البقاع عموماً الذين «لا أحد منهم يريد أن يكون مطلوباً للعدالة أو هارباً منها»، معتبراً أنّه بتكاتف رجال الأعمال والدولة، يمكن حلّ المشكلة: «تأسيس مصانع، وتأمين زراعات بديلة من الحشيش، وإصدار عفو عام، وأنا بضمنلك ما حدا يغلط». هكذا يكون اللبنانيون قد تعرّفوا إلى المرشّح المفترض عن المقعد الشيعي في زحلة (محافظة البقاع) الذي يقول أنه ينضوي سياسياً تحت لواء «صاحب الأمانة» رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقبل أن يصطحب المصري وسام صبّاغ في زيارة خاصة إلى «صديق الطفولة والجار» عاصي الحلاني، جال الرجلان على مجموعة السيّارات التي يملكها المصري. إذا بالأخير يهدي صبّاغ سيّارة «سبور» فخمة. «لو كنت مكاني ماذا تفعلين؟» يسأل صبّاغ قبل أن يلفت إلى أنّ الكثير من ضيوفه قدّموا له الهدايا، فـ«لا داعي لتضخيم الموضوع». وشدد صبّاغ على حق كل ضيف في أن يبرز الجوانب التي يريدها من شخصيته للجمهور، «هذا حقّه». قد يقبل المُشاهد على مضض تخصيص حلقة «خدني معك» للترويج لمرشّح ورجل أعمال بطريقة سافرة، لكن الفضيحة أن يبرَّر قبول «رشوة» على الهواء!

«خدني معك» كل اثنين 20:45 على OTV