القاهرة | اللافت في قضية استدعاء باسم يوسف للنيابة العامة أنّ الجميع تبرّأوا من الاتهام وذهبوا إلى مساندة الإعلامي. لم يقف أحد مع النيابة التي أمرت بضبطه وإحضاره. لم يجد المستشار طلعت عبد الله النائب العام المصري (صادر بحقه حكم قضائي بالعزل)، مَن يسانده في قرار ضبط يوسف وإحضاره. حتّى إن بعض مقدّمي البلاغات أعلنوا أنهم ينوون سحبها.
المتحدث باسم «اتحاد محامي مصر»، محمد رشوان، الذي اتهم باسم يوسف بازدراء الأديان في إحدى مقابلاته الإعلامية، قال لـ«الأخبار» إنّ الاتحاد يدرس بجدية سحب البلاغ ما لم يتم التحقيق في باقي البلاغات المقدمة للنائب العام في الوقائع المتهم بها أعضاء من جماعة الإخوان لأنّ «المحامين لن يكونوا وسيلة للنيل من الإعلامي الساخر».
كان لافتاً التضامن الإسلامي الذي حظي به يوسف خلال ذهابه إلى النيابة العامة للإدلاء بأقواله. محامي جماعة الإخوان المسلمين، صبحي صالح، حضر التحقيق مع يوسف، لكنّ مقدم «البرنامج» وافق على حضور محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات جزءاً من التحقيقات إلى جوار محاميه.
لم يكتف مؤيدو باسم يوسف بالتضامن معه عبر ساحات الفايسبوك وتويتر، بل بتخصيص هاشتاغ له، كما نظّم أعضاء حركة «باسمون» وقفة تضامنية أمام النائب العام، بالإضافة إلى بعض الشباب من القوى الثورية الذين هتفوا تأييداً له.
واللافت هو الإدانة الواسعة من قبل الإعلاميين ومقدّمي برامج الـ«توك شو» خلال استعراضهم لواقعة التحقيق مع الإعلامي الساخر، لأنّ الحادثة تعدّ الأولى من نوعها التي يتم فيها إصدار قرار بضبط الإعلامي «المتّهم» وإحضاره، رغم عدم وجود سوابق استدعاء له.
أما تويتر المشاهير، فلم يخلُ من تدوينات التضامن مع الإعلامي الظاهرة. غرّدت المغنية إليسا «على كل حرّ أن يدعم دكتور باسم يوسف، صوتك الحرّ يجب أن يبقى ربيع هذه الثورة العربية»، فيما عمدت الى إعادة تغريد العديد من التدوينات التي تدعمه. التضامن مع باسم لم يتوقف عند المغنين والإعلاميين، بل وصل إلى السياسيين أيضاً. إذ أعلن كل من عمرو موسى ومحمد البرادعي تضامنهما مع الإعلامي، ورفضهما إجراءات التحقيق معه، ليردّ باسم على تدوينة البرادعي بتوجيه الشكر للنائب العام الذي منحه فرصة أن يذكر البرادعي الحاصل على جائزة «نوبل للسلام» في تدوينة!
ولم تغب الصحافة العالمية عن الحدث.
أفردت كبرى الصحف مقالات وتحقيقات حول قضية يوسف، ومن أهمها «لو موند» والـ«غارديان» و«نيويورك تايمز» وcnn وbbc. وكعادة يوسف في الردّ على متابعيه عبر حسابه الذي تجاوز متابعوه أكثر من مليون شخص، أعلن اعتذاره عن عدم الردّ على طلبات الظهور الإعلامي، معلناً تركيزه على التحضير للحلقة المقبلة التي ستسجّل غداً الأربعاء.
فهل يسجّل باسم يوسف الحلقة العشرين من البرنامج؟ أم سيكون استدعاؤه للتحقيق مرة أخرى سبباً في اعتذاره عن عدم تسجيل الحلقة بسبب عدم جهوزية المحتوى؟