بعدما طبعت موسيقى الروك المستقلة خلال العقدين الماضيين، حلّت فرقة Tindersticks على لبنان لتقديم حفلة أمس واليوم في «ميوزكهول» بمبادرة من «ليبان جاز» وميشال إلفتريادس. يصعب أن نضع Tindersticks في خانة معينة. لو أردنا أن نعطي فكرة عن موسيقاها، يمكن القول إنّ معظم أغنياتها تعتمد على صوت المغني ستيوارت ستابلز، والمرافقة الاوركسترالية المميزة. في ما مضى، كان العازف ديكون هينشليف معروفاً بتوزيعه الآلي الخاص.
كانت هذه الميزة، الى جانب صوت ستابلز الباريتون، علامتين فارقتين في موسيقى الفرقة. نجد ضمن الآلات التي يستخدمها المؤدون تنوّعاً قلما نعثر عليه لدى الفرق المعاصرة الأخرى مثل الــ Glockenspiel والفيبرافون والترومبيت والترومبون والكلارينيت والباسون وغيرها من الآلات الاكوستيك. وكثيراً ما يوصف أسلوب الفرقة وأداؤها بالأنيق والمهيب. ذلك يعود الى صوت ستابلز الـ «ميلانكولي» والداكن الذي يذكّر بنيك كايف أو ليونارد كوهين.
أثبتت الفرقة حضورها في ساحة الروك البديل خلال السنوات العشرين الخالية. أنشأت شركة انتاجها الخاصة Tippy Toe Records من أجل إصدار أغنيتها المنفردة الاولى بعنوان Patchwork. في مطلع التسعينيات، تشكّلت Tindersticks، وتبدّل أفرادها مراراً، لكن بقي المغني ستابلز. بداية، أنشأ الأخير مع دايفد بولتر وديكون هينشليف فرقة «أسفالت ريبونز». ثم اعتمدت الفرقة اسمها الحالي وانضمّ إليها آل ماكولي ومارك كولويل وجون تومبسون. الألبوم الأول الذي حمل اسمها صدر عام 1993 محقّقاً نجاحاً نقدياً وكذلك الالبوم الذي تبعه وتعاونت فيه الفرقة مع عازف الساكسوفون تيري إدواردز. أصدرت ستة ألبومات قبل أن يقرر المغني سيتوارت ستابلز الانطلاق في مسيرة منفردة.
بعد تفككها لسنوات، عادت واجتمعت عام 2006 لوقت قصير. أدرك ستابلز عندئذ أن التشكيلة السداسية القديمة لم يعد لها ما تقدّمه أكثر على المستوى الفني. تحوّلت الفرقة الى ثلاثي ضمّ الى جانب المغني، نيل فريزر (غيتار) وبولتر (كيبورد وإيقاعات)، لتتحول لاحقاً الى خماسي مع إيرل هارفن ودان ماكينا. وسرعان ما أضفى هذا التغيير طاقة جديدة على أسلوب الفرقة نتج منها ألبوم The Hungry Saw عام 2008 الذي طُبع بالحنين وروح الفكاهة معاً.
ألبوم الفرقة الأخير The Something Rain يطغى عليه البلوز والصول، كما التريب هوب والجاز. من المقطوعات البارزة في الاسطوانة، أغنية Chocolate التي تمتد على أكثر من تسع دقائق وتعد الاطول بين أغنيات الفرقة. هنا، يعود الموسيقيون الى أسلوب اتبعوه في بداية مسيرتهم، يعتمد على مرافقة الموسيقى الآلية بالكلام المحكي بدلاً من الغناء. نسمع بولتر يروي قصة صغيرة حول لقاء أول، وتزداد وتيرة الكلام وتصبح الموسيقى مكثفة في النهاية، ممهدة لدخول تيري إدواردز، الموسيقي الانكليزي الذي تعاونت معه الفرقة مراراً في السنوات السابقة. هذه القطعة التي تطغى عليها الأجواء الداكنة تفتتح الالبوم، وهي طريقة للاشارة إلى أنّ الفرقة ما زالت تحافظ على خطّها غير التقليدي الذي يفرّقها عما هو موجود في الساحة الموسيقية.
أخيراً، لا شك في أنّ اسم Tindersticks يعني شيئاً لعشّاق السينما. فرقة الروك المستقلة الانكليزية خصصت جزءاً كبيراً من موسيقاها لأعمال الشاشة الفضية، وخصوصاً تعاونها مع المخرجة الفرنسية كلير دوني.



حفلة Tindersticks: 9:00 مساء اليوم ــ «ميوزكهول» (ستاركو ـ بيروت) ـ للحجز: 01/999666