وحدها المقابرُ تستحقّ تسميةَ: الأوطان الصالحةْ.
ما من أحدٍ هنا، في هذه الدولةِ الكونيّةِ الصامتةْ،
يفكّرُ في قلبِ نظامٍ أو تغييرِ كلماتِ نشيدْ.
ما من أخطاءِ عدالةٍ
تصيب اليائسينَ بلوثةِ نفادِ الصبر.
ما من مغتصبي أحلامٍ أو مغتصبي عروش.
ما من أعلامٍ.
ما من طبولِ حربٍ تُحَفّزُ اليائسين والحمقى
وتُهَوّنُ عليهم لَسْعةَ دَبّورِ الموتْ.
ما من قادةِ جيوشٍ مؤمنين
يقفزون بين الخنادق
ويَدلّون عبيدَهم إلى جهةِ الحقّ.
ما من أحدٍ يتبرّعُ بكِذْبةٍ أو فائضِ دمْ.
ما من غضبٍ أو خوفْ.
ما من ندمٍ أو مُكابرةْ.
ما من آلهةٍ عزيزة
تَشرحُ لأبنائها أُصولَ إنجازِ المحبّةِ بالسكاكينْ.
هنا، في هناءةِ بيتِ الأبديّةْ،
ما من أحدٍ أو شيء
يشكو من أنه يتغيّر.
ما من أحدٍ أو شيء
يريد أن يتغيّر.
ما من أحدٍ أو شيء
يتمنّى أن يصيرَ شبيهاً بأحدٍ أو شيء.
ما من أحدٍ يحلمْ.
.. .. .. ..
هنا، في هناءةِ الظلامِ الخالصةْ،
لاشيَ يحدث. لا شيءَ يتغيّر. لاشيءَ يصيرْ
باستثناءِ شجرةٍ تُواصِلُ حياتَها إلى فوقْ
وبضعةِ عصافير مشاغبةْ،
على سقوفِ تحصيناتِ الدولةْ،
تُواصلُ أحاديثَها بالغةَ الذكاءِ والودّ
مع أشقّائها الأموات
المتَمَتّعين بحصّتهم الكافية
من السلام، والكسل، ولَطافةِ أمراضِ الأبديّة
الخاليةِ من الحمّى والأحلام.
12/2/2011