أخيراً، ظهرت التونسية أمينة تيلر (19 عاماً) بعد مرور أكثر من أسبوعين على اختفائها عقب نشرها صورتين عاريتين لها على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوة الداعية التونسي عادل العلمي إلى «إقامة حد الجلد والرجم عليها حتى الموت» (الأخبار 25/3/2013). استجابت آلاف النساء في أوروبا الأربعاء الماضي إلى دعوة حركة Femen النسوية للتظاهر بصدور عارية في إطار ما سمته «اليوم العالمي للجهاد العاري الصدر» تضامناً مع تيلر. وفيما تحوّلت التظاهرات في الكثير من العواصم الأوروبية إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة، أخذ «الجهاد النسوي» في فرنسا منحى أكثر تصعيدياً، إذ أقدمت ثلاث ناشطات من «فيمن» على إحراق علم السلفية أمام «مسجد باريس الكبير» بهدف «التنديد بالهجمات ضد حقوق المرأة في البلاد العربية والإسلامية».
وأكد الموقع الرسمي للحركة الأوكرانية الشهيرة التي تتخذ من العري وسيلة لاستقطاب الإعلام والرأي العام إلى قضايا المرأة في العالم أنّ «الربيع العربي» تحول إلى «شتاء شريعي قارس» لنساء شمال إفريقيا اللواتي «يسلبن بقايا حقوقهن وحرياتهن». وشدد الموقع على أنّ أهداف «الجهاد العاري الصدر» تتلخص في «مواجهة شرعنة الشرق الأوسط وما يرتبط به من تهديدات للنساء».
هذا الشكل الجديد من «الجهاد» ولّد حملة مضادة على فايسبوك وتويتر بعنوان «نساء مسلمات ضد فيمن: يوم فخر المرأة المسلمة» بدأت من بريطانيا، وتهدف إلى «إعطاء النساء المسلمات صوتاً ليتكلمن بأنفسهن». وقالت زارا سلطانة إحدى منظمات الحملة التي اتهمت Femen بـ «العنصرية وإطلاق الصور النمطية عن المرأة العربية والمسلمة» إنّ نشاطاتها ستكون طويلة الأمد على الإنترنت وفي ميادين أخرى.
ويوم السبت الماضي، أطلت تيلر عبر قناة Canal + الفرنسية ضمن تقرير في برنامج L›Effet Papillon، بعدما زارها صحافيون مرّتين في منزل يبعد ثلاث ساعات عن تونس العاصمة. التعب بدا جلّياً على الشابة التونسية. وذكرت الصحف الفرنسية أمس أنّها لم تظهر على طبيعتها «لجهة تصرفاتها وانتقادها لزميلاتها». أكدت تيلر في التقرير معارضتها لإحراق العلم السلفي، مشيرةً إلى أنّها لم تعلم بالتحركات الداعمة لها إلا أخيراً. لكنّها شددت في الوقت نفسه على إصرارها على البقاء تحت جناح Femen «حتى ولو صار عمري ثمانين عاماً». وتحدّث التقرير عن وضع تيلر تحت وصاية «إمّا والدها أو عمّها». ورغم إعلان «فيمن» عن احتجاز أمينة في إحدى المصحات العقلية، إلا أن المحامية والمناضلة النسوية التونسية المعروفة بشرى بلحاج حميدة أكدت أن الفتاة بصحة جيّدة، لافتةً إلى إمكان ملاحقتها قضائياً بتهمة «خدش الحياء العام».