قبل يومين، وقع اختيار «مجلس الوحدة الإعلامية العربية» و«ملتقى الإعلاميين الشباب العربي» على الإعلامي السعودي داود الشريان (1954) لمنحه جائزة «الشخصية الإعلامية المتميّزة لعام 2013». النبأ جاء على لسان رئيس المجلس، علي يوسف، مباشرة من العاصمة الأردنية ضمن فعاليات «الرياض عاصمة الصحافة العربية لعام 2013» تقديراً «لمسيرته الإعلامية المتميزة على الساحتين السعودية والعربية». اعتبر مقدّم برنامج «الثامنة» على قناة «ام. بي. سي.» (يذاع أيضاً على mbc FM) أنّ إنجازه الجديد «يخص زملائي في «الثامنة»، وفي المؤسسات الإعلامية التي عملت فيها سابقاً كجريدة «الحياة»، وتلفزيون «دبي»، ومجلة «اليمامة» وغيرها»، وفق ما أكد في حديث إلى «الأخبار».وشكر الشريان «مجلس الوحدة الإعلامية العربية» ورئيسه، مشيراً إلى أنّ «الجمهور هو صاحب التكريم أيضاً». مشوار الشريان الإعلامي الطويل والجريء قاده إلى نيل لقب «كبريت الصحافة»، لكن إلى أي مدى يتماشى أسلوبه مع واقع الحال في السعودية؟ «البرنامج تأكيد لتغيّر سقف الإعلام في المملكة»، يقول الشريان، موضحاً أنّه «يخرج من السعودية، ويناقش مواضيع سعودية ويحاور مسؤولين ومواطنين سعوديين».

يبدي النائب السابق لمدير قناة «العربية» الإخبارية تفاؤله بتغيّر وضع الإعلامي السعودي، معتبراً أنّ هناك «تحوّلاً جذرياً» في طرح القضايا الداخلية، مشدداً على ضرورة التعامل مع ارتفاع سقف الحرية بـ«رشد». هذا في ما يخص المملكة، لكن ماذا عن الإعلام العربي في ظل المتغيّرات التي تهز المنطقة؟ يرى المدير العام السابق لمجموعة «ام. بي. سي.» أنّه فيما الإعلام في العالم تخلّص من مفهوم البروباغاندا، عاد الإعلام العربي إليه بقوّة في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنّه بات مليئاً بـ«الطائفية، والمذهبية، وتغليب رأي على الرأي الآخر».
تخلّى الشريان اليوم عن كل مهماته الإدارية، مركّزاً نشاطه على «الثامنة» البرنامج اليومي الحواري الأكثر مشاهدة في العالم العربي، كاشفاً أنّه سيعود إلى كتابة عموده «أضعف الإيمان» الذي بدأه عام 1997 في جريدة «الحياة» اللندنية، بعدما توقّف تزامناً مع انطلاق برنامجه قبل تسعة أشهر تقريباً.
مشوار الشريان بدأ في جريدة «الجزيرة» في عام 1976 بعدما حصل على شهادة في الصحافة من «جامعة الملك سعود» في العام نفسه، ليلتحق في العام التالي بمجلة «اليمامة»، حيث أصبح مديراً للتحرير وقائماً بأعمال رئيس التحرير لفترات عدة، كما أسهم في تطويرها. وفي عام 1980، أصبح الشريان أوّل مراسل لوكالة «اسوشيتد برس» في السعودية، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة عام 1985 ويتلقى دورة في اللغة الإنكليزية والصحافة. أسس ابن محافظة عنيزة شركة للتوثيق والمعلومات وتولى إدارتها عام 1987، ومن ثمّ توّلى مهماته الإدارية في «العربية» في أواخر تشرين الأول (أوكتوبر) عام 2006. ومن بين المناصب التي تبوّأها الشريان، نذكر أيضاً رئاسة تحرير موقع «العربية نت» في شهر أيار (مايو) عام 2009. ولعلّ عائلته المكوّنة من أربعة أولاد تشكّل له فسحة ومحطة استراحة وسط هذه الانشغالات.

تم تصحيح هذا النص عن نسخته الورقية بتاريخ 9 نيسان 2013 الساعة 10:49