بغداد | اختارت الهيئة الإدارية الجديدة لـ «بيت الشعر العراقي» افتتاح نشاطها باستعادة الحلاج في أمسية «احتجاج بغدادي» (الصورة). جاءت هذه الفعاليّة كباكورة موسم البيت الثقافي لعام 2013 الذي سيتضمن نشاطات وندوات لن تقتصر على بغداد، بل ستتعداها إلى أكثر من محافظة. بعد شهر من الاعداد، أقيمت أخيراً الأمسية في «منتدى المسرح» في شارع الرشيد في بغداد بحضور أدباء وفنانين وعدد من العائلات البغدادية، وممثلي وسائل الاعلام. قراءات شعرية وعروض أقيمت في المناسبة، أهمها «الاحتجاج البغدادي» الذي أخرجه الفنان صلاح منسي، بمشاركة عامر توفيق الذي قدّمَ مقطوعات لقصائد صوفيّة بصوته.
أما عرضُ «اعلان براءة» الذي كتب نصّه الشاعر زاهر موسى وأعدّته الهيئة الادارية للبيت، فقد أُريدَ له أن يعيد محاكمة الحلاج الآن. اقتنص الأداء مشاهدات من عراق اليوم وزجّها في الحوار بين الحلاج والقاضي، فاستمعنا إلى «صراعات الساسة وسحب الثقة من الحكومة» ونقاط التفتيش وأسئلتها التقليدية للمارة وتراجيديا البلاد وقصص الانتحاريين والحرية التي تبتعد كل يوم. وكان «بيت الشعر العراقي» قد فسّر مغزى استعادة الحلاج في بيان أصدره بعنوان «لماذا الحلاج؟»، وجاء فيه إنّ «الإتيان بقصّة هذا المتصوّف للتذكير بأنّ التاريخ العربي الإسلامي شهد انبثاق عصر أنوار لم يكن ليتحقق إلا على أيدي شخصيات ورموز بمثل الجاحظ وأبي حيان، ومن نستعيده اليوم. ونسجّل هنا أنّ نكسة نهوض العقل العربي كانت ضمن إطارين بسبب الوسطين الاجتماعي والسياسي، مرّةً بالانتحار وثانيةً بالتقتيل والدفن». وتابع أنّ «الجلوس في رحاب هذه السيرة وما حملته من مأساة عوقب فيها على ممارسته حقّ القول وإبداء الرأي وإيراد الرؤية التي منها ما نُسب إليه «ما رأيتُ شيئاً إلّا رأيتُ الله فيه»... كلّ ذلك يأتي في سياق ما يحصل الآن، عنوانه الظاهر التكفير دفاعاً عن الدين، وباطنه تشديد قبضة المتطرّفين على الحياة، حيثُ تمثال المعري برأس مقطوع في إدلب، بإمضاء مسلّحين معارضين للنظام السوري، وإلى طه حسين الذي سرق جوقة من العميان تمثاله في مدينة المنيا (...) في إشارة إلى تهديد الحياة المدنية وإعلان مرحلة جديدة من نبذ المختلف بل تصفيته إن استدعى الأمر. وما اعتقال الباحث أحمد القبانجي في ايران، إلا جزء من كلّ نعيشُه. الأحرارُ في شتّى الأزمان، يواجهون الأسى نفسه، ذاك الذي تتعدّدُ أشكاله، بالنفي والملاحقة، أو بالاغتيال وإزهاق الأرواح، أكان ذلك بالإعدام في ساحة عامة أم برصاصة من مسدس كاتم للصوت».