القدس | في دورته الثامنة، يعود «مهرجان رام الله للرقص المعاصر» أكثر تصميماً على الانفتاح على مدارس الرقص المعاصر، وإبراز تعدديتها الأدائية، والمراهنة على مغامرتها التجريبية. تحت شعار «الاختلاف طبيعي»، يحتفي المهرجان الذي انطلق عام 2006، بعروض يؤديها راقصون ذوو حاجات خاصة؛ ويوجّه تحيةً إلى تجمع «تنوين» الذي شكّل عِماد «ملتقى دمشق للرقص المعاصر» الذي أوقفته الحرب في سوريا. بين 15 و25 نيسان (أبريل)، ستؤدي فرقٌ من فلسطين وتونس وفرنسا والنرويج وبريطانيا وسويسرا وإيرلندا، عروضاً تستلهم إيماءاتها الصامتة وفضائها المُكهرب بالحميمية والخوف من مواضيع الهجرة والاغتراب والوحدة. الانطلاقة ستكون من القدس المحتلة مع عرض فرقة «لينجا» السويسرية (15/4)، أما الافتتاح في رام الله (16/4)، فستكون نجمته فرقة ماغي ماران. عملت الكوريغراف الفرنسية على نصوص صموئيل بيكيت لتُخرج عرضMay B. على خلفية موسيقى شوبرت، تتحرّك شخصيات بيكيت حين يجب عليها السكون. وتتنافر حين ينبغي لها أن تتوحد. تلعب ماران على تناقض الأجواء البيكيتية الكئيبة مع جمالية الحركة الراقصة، موظفةً خبرتها في الرقص المسرحي والباليه الكلاسيكي. أما فرقة الأخوين ثابت التونسية التي تجمع بين الرقص وفنون السيرك، فسيؤدي عرضها «رايازون» (25/4) كل من: علي ثابت، هادي ثابت وليونيل آبوت. جمالية العرض لا تكتمل من دون هادي الذي احترف الألعاب البهلوانية والجمباز، قبل أن يفقد رجله اليسرى. حركاته البهلوانية ـــ مستعيناً بعكازتين أو قدم بلاستيكية ـــ لن تترك إلا الدهشة والانبهار، ويقيناً بقدرة الرقص المعاصر على استيعاب وقولبة الجسد مهما كانت الإعاقة. هذا العرض هو «خبطة» ختام «مهرجان رام الله». لكن مهلاً، فبين الافتتاح والختام برنامجٌ حافلٌ من العروض وورشات الرقص والأفلام. هكذا، سيكون الجمهور في رام الله على موعدٍ مع العرض الفردي للكوريغراف اليونانية أثناسيا كانيلوبولو، و«نغمات إضافية» لفرقة «لينجا»، بالإضافة إلى الفرقة البريطانية الشهيرة «كاندوكو» التي تضم بعض الراقصين ذوي الحاجات الخاصة الذين سيؤدون مع راقصين فلسطينيين عرضي Set and Reset/Reset وLooking Back (20/4)؛ و«لست الشخص الوحيد» لكونستانزا مكراس (22/4). وفلسطينياً، تُشارك «فرقة سرية رام الله الأُولى للرقص المعاصر» بعرض «جنون عادي» (23/4). الفرقة التي بدأت أعمالها بعرض «ع الحاجز» ستنقل للجمهور «الجنون» الذي مسّ العالم، جراء التصنيع المكثّف والغزوات الاستعمارية والاستهلاك؛ هذا «الجنون» الذي يبدو عادياً، سيطحن أجساد الراقصين. لكن يُلاحظ في هذه الدورة تركيز منظمي المهرجان على رام الله مع بضعة عروض خجولة في القدس. يذكر أنّ «سرية رام الله» التي تنظّم «مهرجان رام الله للرقص المعاصر» هي عضو في «شبكة مساحات للرقص المعاصر» التي تأسست في بيروت عام 2007، وتضم أيضاً «مقامات» (لبنان)، و«المركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية» (الأردن)، وتجمع «تنوين للرقص المسرحي» (سوريا).


«مهرجان رام الله للرقص المعاصر»: من 15 حتى 25 نيسان (أبريل) ــ www.sareyyet.ps