ما فعَله أوّل من أمس المشترك السوري عبد الكريم حمدان في برنامج «أراب آيدول» (الجمعة والسبت 21:00 على قناة mbc1 و lbci)، عجزت عنه وسائل الإعلام العربية التي حاولت مراراً وصف الحرب السورية من دون جدوى. نقل المغني معاناة أبناء بلده حين تلا قصيدة مؤلمة من تأليفه تصف ما تشهده مدينته ومسقط رأسه حلب، قبل أن يقدّم أغنية «قدك المياس».
خلال تحضيرات حلقة «أراب آيدول» الأخيرة، وقع نظر المشترك على أغنية «قدّك المياس»، ولكنّه أحب أن يخطّ رسالة إلى حلب على شكل موّال قال فيه: «حلب يا نبع من الألم يمشي ببلادي، ويا كتر دم اللي انسكب ببلادي، أنا ببكي ومن قلب محروق ع بلادي، وعا ولاد اللي صاروا فيها غراب... آه يا بلادي». عبارات غير متكلّفة ونابعة من مفرداتنا اليومية، أوصلت الرسالة التي أرادها حمدان. ما ميّز المشترك أنه كان صادقاً في عباراته وتعابير وجهه التي قاربت البكاء، لأنه لا يزال يقطن في حلب ولم يتركها رغم الأحداث الدموية التي تعيشها المدينة العريقة. أعاد حضور حمدان إلى الأذهان صورة المطرب صباح فخري الذي جال بصوته الحلبي العالم وتربّع على عرش الغناء والقدود الحلبية.
كما في كل «عرس»، كان لا بدّ للسياسة من أن تتدخّل لتنغّص الفرحة. فور انتهاء حلقة «أراب آيدول»، نشرت صفحة «حلب الآن» تهديداً للمغني جاء فيه: «إذا أردت أن تكون نجماً، عليك التحلّي بالحيادية والابتعاد عن السياسة، وإلا فستلقَ حتفك. في حال تفوّهت بحرف يسيء إلى الدولة أمام الإعلام أو رفعت علماً غير العلم السوري ذي النجمتين، نعدك بقصاص أينما كنت». ووجّهت الصفحة أيضاً تهديداً إلى أفراد عائلة حمدان الذين ما زالوا يسكنون في حلب. وأمس، قرّر القائمون على mbc أن يسجّلوا فيديو ينفي فيه حمدان وقوفه إلى جانب النظام السوري أو المعارضة، خوفاً من أيّ مكروه قد يصيب عائلته. لكنّ المحطة السعودية سرعان ما عدلت عن قرارها في اللحظات الأخيرة، وقررت ألا تردّ على تهديدات «حلب الآن». خلال أداء حمدان لأغنية «قدّك المياس»، خطفت فرح يوسف ابنة بلده المشتركة في «أراب آيدول» أيضاً، الأنظار ببكائها. وكانت فرح قد نالت نصيبها من التصفيق مساء الجمعة الماضي، بعدما غنّت «ما دام تحبّ بتنكر ليه» لأم كلثوم، وأثنى عليها أعضاء لجنة التحكيم أحلام وراغب علامة وحسن الشافعي ونانسي عجرم.
وقد اختير المشتركان السوريان خلال حضورهما أمام لجنة التحكيم في لبنان، ثم عادا إلى بلدهما الأم. لكن خلال بدء التحضيرات لـ«أراب آيدول» قبل شهر، فقد المشرفون على البرنامج الاتصال بالمشتركين بسبب سوء الاتصالات في سوريا قبل أن يتواصلوا معهما مجدّداً. المؤكد أنّ عبد الكريم وفرح حجزا مكانهما في التصفيات النهائية في البرنامج لأنهما يملكان صوتين مميّزين فعلاً.