فيما أكدت والدة التونسية أمينة تيلر (19 عاماً) لوكالة «فرانس برس» أمس اختفاء ابنتها منذ يوم الجمعة الماضي، ظهرت الناشطة في حركة «فيمن» الأوكرانية الشهيرة في حديث عبر «سكايب» مع إحدى زميلاتها في الحركة إينا شفشينكو كاشفة تفاصيل ما جرى معها خلال الأسابيع الماضية.
وكانت الوالدة التي رفضت الكشف عن اسمها قالت للوكالة إنّ «ابنتي غادرت المنزل رغماً عنا ولا نعرف إلى أين ذهبت»، مضيفةً: «أنا خائفة على ابنتي التي تخضع لعلاج نفسي منذ ست سنوات»، لافتة إلى أنّها طلبت «النصح من الطبيب النفسي الذي يعالجها في تونس العاصمة». الفتاة التي نشرت صورتين عاريتين لها على مواقع التواصل الاجتماعي (الأخبار 25/3/2013)، لاقت تضامناً عالمياً من المنتميات إلى الحركة التي تتخذ من العري وسيلة لاستقطاب الإعلام والرأي العام إلى قضايا المرأة، إثر دعوة الداعية التونسي عادل العلمي إلى «إقامة حد الجلد والرجم عليها حتى الموت». وفيما أكدت والدة أمينة نيّتها إبلاغ وزارة الداخلية بحادثة اختفاء ابنتها، اتهّمت أطرافاً لم تسمهم بمحاولة «توظيف الحكاية لأغراض شخصية».
وفي رد على سؤال حول ملابسات اختفاء أمينة لفترة طويلة بعيد نشرها الصورتين، أكدت الوالدة أنّ ابنتها لم تختطف مباشرة بعد النشر، وأنّ العائلة «منعتها من الخروج من المنزل خوفاً على سلامتها».
وتزامناً مع تصريحات الوالدة، بثت صفحة «انتفاضة المرأة في العالم العربي» على فايسبوك أمس مقطع فيديو لمقابلة أجريت مع أمينة عبر الإنترنت، مقرونة بتعليق: «لا أحد يحق له تهديد أمن أمينة أو أي امرأة أخرى تحت أي ظرف». تحدّثت الفتاة التونسية عن التعذيب التي تعرضت له من قبل عمّها وابنه عقب نشرها الصورتين، وعن احتجازها في منزل جدّتها ومحاولة كشف عذريتها، متطرقة إلى «دروس الأخلاق اليومية» التي كانت تتلقاها. وأوضحت تيلر أنّ عائلتها أجبرتها على قراءة القرآن، وأنّها حاولت الهرب مراراً من القرية التي احتجزت فيها لأسبوعين، لافتةً إلى أنّها أُرغمت على تناول كميات كبيرة من المهدئات. وشددت تيلر على أنّها ليست نادمة على ما فعلته، مؤكدةً أنّ ما قالته في تقرير خلال برنامج L›Effet Papillon على قناة Canal + الفرنسية (الأخبار 8/4/2013) كان تحت الضغط: «أجبروني على ذلك، وكنت ممنوعة من استخدام الإنترنت والهاتف». وعمّا إذا كانت تصريحات المحامية والمناضلة النسوية التونسية المعروفة بشرى بلحاج حميدة تصب في صالح العائلة، أكدت تيلر أنّها «نسوية معروفة في تونس»، وأنّ همّها انحصر في «مغادرتي تونس وإكمال دراستي». وعلى الرغم من إعلانها مغادرتها الأراضي التونسية، شددت تيلر على أنّها لن تترك البلاد نهائياً قبل «إطلاق تظاهرة عارية الصدر
فيها».
وقبيل إطلالة تيلر، قاطعت ناشطات عاريات الصدر من «فيمن» مؤتمراً صحافياً للرئيس التونسي منصف المرزوقي في باريس أمس، حيث كان يطلق كتابه الجديد «اختراع ديمقراطي... دروس من التجربة التونسية»، مرددة شعارات تضامنية معها.