القاهرة | قبل عشر سنوات، استضافت المذيعة في التلفزيون المصري منى الحسيني في برنامجها الرمضاني «حوار صريح جداً» مجموعة من مطربي الأغاني الشعبية، في مقدمتهم شعبان عبد الرحيم. يومها، لم تتوقف الإعلامية عن الضحك طوال الحلقة بسبب عفوية «شعبولا» وزملائه. في المقابل، كان واضحاً توتّر ضيوفها الذين يواجهون الكاميرا للمرة الأولى. كان الطرب الشعبي بالنسبة إلى التلفزيون المصري وبعده القنوات الخاصة، لا يزال محرّماً، ويمكن الاستماع إليه فقط في الأفراح وسيارات الأجرة.
عدا ذلك، كان يجري التعامل مع المطربين باعتبارهم كائنات هدفها تدمير الذوق العام. اليوم، تغيّرت الصورة على قناة «النهار» التي بدأت أخيراً عرض برنامج «لسه هنغني». يستمر البرنامج على مدار 11 أسبوعاً، ويلتقي جمهور المحطة مع ثلاثة من نجوم الطرب الشعبي، قبل أن يُختتم قبيل شهر رمضان. يُعَدّ العمل التلفزيوني الجديد شبيهاً بالبرنامج الغنائي الذي تقدّمه مايا دياب («هيك منغني» كل سبت بعد نشرة الأخبار المسائية على mtv) حيث تستضيف مطربين يقدّمون أغنيات قديمة وحديثة. بدأ «لسه هنغني» حلقته الأولى الخميس الماضي وتقدّمه الهامي مقار وميريهان حسين (متخرجة برنامج «ستار أكاديمي 5»)، ومن المقرر أن يحلّ ضيفاً عليه كل من سعد الصغير، ودياب، ومحمود الليثي، وريكو، واوكا، واورتيغا، وشحتة كاريكا، وطارق الشيخ، وعماد بعرور، وأبو الليف وبالطبع شعبان عبد الرحيم. يعتمد البرنامج الجديد على ثلاثة ضيوف، يبدأ الحوار معهم حول بدايات كل واحد المليئة بالمواقف المضحكة. ثم تظهر وجوه جديدة في مجال الطرب الشعبي وتقدّم أغنيات يقوّمها الضيوف الثلاثة تمهيداً على ما يبدو لبرنامج متكامل لاكتشاف المواهب في هذا المجال. واللافت أنّ «لسه هنغني» يحظى بدعم إعلاني وافر، يؤكّد تغيّر صورة المطربين الشعبيين في الإعلام، إذ كان المعلنون يخشون ربط إعلاناتهم بأغنيات أولئك المطربين. لكن يبدو أن تلك الفئة من المغنين نجحت في التعاطي مع مفردات العصر. يظهر كل الضيوف وهم يرتدون ملابس سهرة وبدلات رسمية بمن فيهم «شعبولا» صاحب الملابس الملوّنة. عرف مطربو الأغنيات الشعبية أنّ استخدام الأدوات الحديثة يعدّ ضرورة للصمود والاستمرار، وكذلك اختيار كلمات متجددة تنجح في مواكبة أهواء الشارع. كل ذلك أسهم في اعتماد بعض الأفلام السينمائية عليهم للترويج لها ومعظمها من إنتاج الأخوين أحمد ومحمد السبكي. كذلك أُطلقت قنوات تبث كليبات شعبية فقط مثل «المولد» و«شعبيات» من دون الحاجة إلى الخضوع لشروط «ميلودي» و«مزيكا». مهما كان مستقبل الطرب الشعبي في مصر خلال المرحلة المقبلة واستمرار الاعتراف الإعلامي به، فالأكيد أن أصحابه لم يعودوا أصواتاً محظورة واتهامهم بإفساد الذوق العام سقط مع مرور الوقت.

«لسه هنغني»: كل خميس 00:00 على «النهار»