لم يحرم المغني المعتزل فضل شاكر محبيه صوتَه الرومانسي، رغم أنّه لم يعد عن قراره بالاعتزال، بل يصبّ كل اهتمامه على الأعمال الدينية. أخيراً، عاد «الشيخ» فضل (كما يحبّ أن يطلق عليه) إلى الواجهة مع انتشار فيديو على يوتيوب حيث يؤدّي أنشودة دينية تحمل عنوان «نوري اكتمل» من كلمات عبد المحسن الطبطبائي وألحان حمود الخضر. طرحت الأنشودة بالاشتراك مع حملة «نوري اكتمل» التابعة لمؤسسة «طريق الإيمان» في الكويت، وهي حملة لتشجيع الفتيات على ارتداء الحجاب! وقد تحدثت بعض المعلومات غير المؤكدة عن أنّ فضل سيتوجّه قريباً إلى قطر لتصوير الأنشودة على طريقة الفيديو كليب.
ويبدو أنّ فضل بدأ يقطف ثمار تديّنه ويكدّس أموالاً «نظيفة» على عكس تلك التي جمعها خلال مسيرته الغنائية، هو الذي قال بعد «توبته» إنّ الأموال التي جمعها من الفنّ كانت حراماً! مرة أخرى، النساء هنّ محطّ اهتمام فضل في عمله الجديد. بعدما كان يتوجّه إلى الفتاة في أغنيات تعبّر عن آلامها من فراق حبيبها وخيانته لها، ها هو يقنعها بارتداء الحجاب والاهتداء إلى «الصراط المستقيم» في «نوري اكتمل»! لم تتغيّر طبقات صوت فضل، سواء أدّى أغنيات عشق رومانسية أو أنشودة دينية. لا يزال صوته جذاباً وحنوناً مهما حاول تبديل هدفه أو تغيير مساره. الخامة الجميلة لا يمكن سحقها أو تغييرها.
لم يكتف فضل بتلك الأنشودة ليثبّت سلوكه طريق التديّن، بل طَرح قبل أيام قليلة فيديو بالصوت والصورة، حيث يرفع المغني المعتزل الأذان في «جامع بلال بن رباح» في صيدا (جنوب لبنان). إنه المؤذّن هذه المرة. حمل الفيديو اسم «أذان العصر بصوت الحاج فضل شاكر». وهو العمل الأول له وهو يمارس مهماته كشيخ مؤمن يؤمّ الصلاة بأبناء بلدته.
لم يشعر غالبية أهالي صيدا الذين يعرفون تاريخ فضل الفني، بالصدمة جراء إقامته للأذان. بعضهم يروي كيف كان صاحب الصوت الرومانسي يعمل في طفولته مسحراتياً خلال شهر رمضان، وكيف كان صوته «يرنّ مثل الذهب». كذلك نشرت صفحة «محبي الشيخ فضل شاكر» على الفايسبوك صورة يظهر فيها وهو يؤدي الصلاة وكتب تحتها: «أرجوكم لا تسمعوا أغنياتي حتى لا أكسب إثماً. اعتزلت الغناء وأسأل الله أن يغفر لي ما مضى ويبارك لي في ما هو قادم من أناشيد إسلامية». وتناقلت تلك الصفحة مضمون الوصية التي كتبها المغني المعتزل، وطالب فيها بـ«عدم سماع أغانيه مجدداً كي لا يجني ذنوباً». يحقّ لفضل أن يسلك الطريق الذي يريده، ويمارس قناعاته، لكنه لا يستطيع ردعنا عن الاستماع إلى أغانيه التي عرّفتنا إليه. لن نستأذنه قبل أن نستمع إلى أغنية «الحب القديم»... كم كنتَ جميلاً أيها «الشيخ»!