لا يكاد يُطوى فصل مع الرقابة اللبنانية، حتى تعود «قصّة بريق الزيت» إلى الواجهة. لذا، تحوّلت المعاناة مع جهاز الرقابة التابع لـ«المديرية العامة للأمن العام» إلى مسرحية بعنوان «بتقطع أو ما بتقطع؟» من كتابة وإخراج لوسيان بورجيلي وإنتاج جمعية «مارس لبنان» (March) المعنية بمحاربة الرقابة في لبنان. بعد جامعتي «ألبا» وAUB، يحط العمل اليوم على مسرح LIU في صيدا (جنوب)، على أن يعرض لاحقاً في «جامعة اللويزة».
«اخترنا لوسيان نظراً إلى علاقتنا الوطيدة به، ولاهتمامه بموضوع الرقابة، إذ يعمل منذ فترة على مفهوم الارتجال التفاعلي» تقول المنسقة العامة لـ«مارس» ومن مؤسسيها ليا بارودي لـ«الأخبار». وتضيف: «تندرج المسرحية ضمن حملة التوعية حول أهمية حرية التعبير وضرورة تغيير القانون البالي»، مشيرةً إلى أنّه رغم أنّ «المسرحية كوميدية، إلّا أنّها تعتمد على مواقف حقيقية». قبل ساعات من سفره إلى لوس أنجليس، يشرح بورجيلي لـ«الأخبار» أنّه بعد انتهاء العرض، تستكمل المسرحية بنقاش يدور بين الممثلين (لا يخرجون عن الشخصيات التي يؤدونها) والجمهور لـ«استعراض عبثية الرقابة وتمسّك الدولة بها، والتوعية طبعاً». علماً أنّ التحضير للعمل استغرق أكثر من أربعة أشهر، وهو من بطولة طارق كنيش، وفرح شاعر، ويوسف خواجة، وشادن فقيه، وعلي يونس. ويتابع المخرج الشاب قائلاً إنّه «مش جايين نحاضر، جايين نتحدث مع الجمهور»، لافتاً إلى أنّ العرض لن ينحصر بالرقابة على الأفلام المصوّرة، ومشدداً على أنّ «هدفنا أن ندفع الجمهور نحو التفاعل مع الموضوع، وتحفيز فضوله». لطالما اشتهر بورجيلي بتقنية الارتجال التفاعلي، وأطلق الكثير من ورشات العمل والمحترفات لهذه الغاية (الأخبار 15/8/2012)، لكن ما الجديد الذي تقدّمه؟ يرى الفنان الحائز جائزة أفضل مخرج في «مهرجان بيروت الدولي للسينما» عام 2008 أنّ الجمهور يشعر بارتباط أكبر مع العرض عندما نبتعد عن الجمود، فيما يتمكن الممثّل من «عيش اللحظة وتقمّص الشخصية إلى أقصى حدود، وهذا قمّة التمثيل». صحيح أنّ عروض المسرحية لن تنتهي قريباً، إلّا أنّ نقلها إلى المسارح العامة ما زال غير مؤكد لأنّه «سيعرضها للرقابة» وفق ما تقول بارودي. عمل الجمعية التي انطلقت عام 2011 في حقل حرّية الرأي مستمر، فيما يتوقع أن يطلق «متحف الرقابة الافتراضي» التابع لها رسمياً خلال الأشهر القليلة المقبلة ضمن احتفال في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت) وسيتضمّن عيّنة «ملموسة» من المحتوى. هنا، تلفت بارودي إلى الصعوبات التي تواجهها الجمعية في تجميع المعلومات نظراً إلى غياب قواعد المعلومات الرسمية، ما يضطرها لبذل مجهود فردي كبير. وهذا ما يثبت عبثية الرقابة اللبنانية التي لا تكتفي بالانتقائية في الحكم على الأعمال الفنية بل تبقي أحكامها غير موثّقة أيضاً!



«بتقطع أو ما بتقطع»: اليوم 11 صباحاً على مسرح جامعة LIU في صيدا (جنوب لبنان) ــ الدعوة عامة.
للاستعلام: 03/960572.