يبدو أن شهيّة الممثل ومقدّم برنامج «خدني معك» وسام صباغ (الاثنين 20:45 على قناة otv) قد فتحت على «الرشى». بعدما حصل على سيارتين فخمتين من ضيفيه في حلقات سابقة: سائق السيارات المعروف بيلي كرم، ورجل الأعمال والمرشح النيابي رضا المصري (الأخبار 29/3/2013)، ها هو يكمل حياته بكل هدوء وأريحية.
أكثر من ذلك، عليكم أن تباركوا له الشقة الجديدة التي حظي بها بعدما سجّل حلقة مع رجل الأعمال والمرشح للانتخابات المخرج السابق جاد صوايا (تعرض الحلقة بعد غد الاثنين). ونرجو منكم التركيز هنا على كلمة «هدية». إنّها ليست رشوة، وهناك فرق كبير بين الكلمتين! ولو تجرّأت وسألت صباغ عن سبب قبوله الرشى، عفواً الهدايا، لأجابك بكل صفاقة: «لو كنت مكاني، هل كنت لترفض ذلك؟». والأنكى من ذلك أنّ الممثل اللبناني يوزّع الخبر السعيد على وسائل الإعلام مع صورة مرفقة له وعقد الشقة، وقد كُتب تحتها بالانكليزية «مبروك وسام»!
المقلق في البرنامج التلفزيوني أنّ الرشى فيه زادت عن حدّها، ولم تعد مسألة ضيف يحاوره، فيكرّم المقدّم. لقد أصبح تجارة علنية تعود بالمنفعة الشخصية على وسام الذي يجد لها مبررات أخلاقية فوق كل هذا. وبالطبع، لا يشعر الممثل بالانزعاج من عمله، فلائحة المرشحين للانتخابات النيابية طويلة، ولو استضافهم، سوف «يدفن» الفقر كما يُقال! لذلك نقترح على صباغ تغيير اسم البرنامج من «خدني معك» إلى «ارشيني معك»، وخصوصاً أنّه لم يعد ينقص الممثل أيّ مستلزمات لإكمال حياته بكل رفاهية. بدل السيارة، هناك اثنتان، وبدل الشقة المتواضعة، حصل على منزل من ضمن المشاريع العقارية التي يملكها جاد صوايا في إحدى المناطق اللبنانية الراقية. والأنكى أنّ «خدني معك» يعرض على القناة البرتقالية التي تنتمي إلى تيّار يدّعي التغيير والإصلاح ومحاربة الفساد والرشى!
ليس الممثل وحده مَن حوّل برنامجه إلى مصدر للهدايا الشخصية. تشاركه في ذلك كلود أبو ناضر هندي التي تقدم برنامج «تحقيق» (الأحد 18:50) على mtv. تزامن انطلاق البرنامج مع افتتاح شاشة المر. يومها وضع عنوان عريض لعمل تلفزيوني قيل إنّه سيكون استقصائياً ويدخل في دهاليز وخفايا القضايا اللبنانية ويكشف أسرارها. وبالفعل، حقّق البرنامج ضجّة كبيرة في بداية انطلاقه، وخصوصاً حين عالج مواضيع حسّاسة تلامس كل مواطن لبناني بسيط مثل الحلقات التي تطرقت إلى بيع البويضات، وحوادث السير، وقضية الإسلاميين في طرابلس وتلوث الشواطئ اللبنانية. لكن لم تمض سنة على ولادة البرنامج، حتى غيّر الأخير هويته والهدف الذي أقيم من أجله. تحوّل «تحقيق» إلى عمل تلفزيوني سطحي قائم على الإعلانات ودفع الأموال لقاء حلقة تضيء لنا على شخصية لم نسمع بها من قبل، أو كما حصل في الحلقة الأخيرة التي تطرّقت فيها كلود إلى موضوع زراعة الشاي في سريلانكا، فمن يهتمّ إذا كانت تلك الزراعة مزدهرة في سريلانكا أو لا؟ كما عرضت حلقة إعلانية مئة في المئة عن حليب الأطفال، ويومها قامت الدنيا جراء الحليب الذي روّجت له المقدمة بكل وقاحة. وبسبب الهجوم على «تحقيق»، غيّر القائمون على mtv موعد بثّه. بعدما كان يعرض بعد نشرة الأخبار المسائية، أي في موعد الذروة، أصبح حالياً يبث قبل نشرة الأخبار. وقد علمت «الأخبار» أنّ إدارة المحطة تتقاضى مبلغاً مالياً لا يُستهان به من كل شخص يحلّ على «تحقيق». أضف إلى ذلك إنّ الإعلامية اللبنانية تضيء على بعض الشركات التجارية في برنامجها لأنّه قائم على مبدأ الإعلانات فقط. يمكن التبرير لمقدمة البرنامج بأنّ الإعلانات تلك هي سبب بقائها على الشاشة، وإلا لكانت جلست في المنزل. لكن هل يتحوّل العمل التلفزيوني إلى إعلاني مئة في المئة من دون أي رسالة أو نكهة له؟ ولماذا لا تغيّر كلود عنوان برنامجها كي يتناسب مع مضمونه؟ المفارقة أنّ القائمين على mtv يشعرون بالسعادة من كلود، رغم كل ذلك، لأنّ المقدمة حقّقت أعلى نسبة إعلانات في تاريخ البرامج في القناة التي يديرها ميشال غبريال المرّ. لكن أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي سفن الإعلامية اللبنانية، وآخرها عدم عرض الحلقة التي صوّرتها مع رجل الأعمال نبيل شرتوني (الأخبار 31/1/2013) حول «الفساد في «الجامعة الأميركية في بيروت aub». بعدما سدّد الضيف مبلغاً قبل تصوير الحلقة، ها هي الجامعة ترفع دعوى قضائية بعدم عرض الحلقة. ولا تزال القضية عالقة في أروقة المحاكم حتى اليوم.



جو Trash

تحاول قناة mtv أن تتبع سياسة التمويه في برامجها لكي ترضي أذواق مشاهديها. تطبّق المثل اللبناني القائل «ضربة عا الحامي ضربة عا البارد»، كي لا تسلّط سهام النقد عليها وتتفتّح العيون ضدّها وتخسر مشاهديها. في مقابل عرضها برنامج «تحقيق» الذي تقدمه كلود أبو ناضر هندي (الصورة)، تعرض المحطة برنامج «إنت حرّ» (الثلاثاء الساعة 21:30) الذي يقدّمه جو معلوف، مدعياً كشف الفضائح التي غالباً ما تميل إلى الإثارة والـ Trash. تحاول القناة أن تظهر أن «إنت حرّ» مستقل عن قضية الإعلانات ويتخطى الخطوط الحمراء، من دون أن تعلم أن تلك السياسة أصبحت من الماضي.