تونس | أمس، عقدت الهيئة المؤقتة لـ«الائتلاف المدني للدفاع عن حرية التعبير» ندوة في نقابة الصحافيين التونسيين، تلت خلالها البيان التأسيسي للائتلاف الذي دعت إليه النقابة وتفاعلت معه منظمات وجمعيات عدة. ولد هذا الائتلاف في مناخ تحاول فيه السلطة الحاكمة وضع يدها على الإعلام عبر مجموعة من القوانين السالبة للحرية وعبر محاولة إحياء وزارة الإعلام سيئة الذكر. وقالت نقيبة الصحافيين نجيبة الحمروني في تقديمها للبيان: «ولادة الائتلاف اقتضته الظروف التي تمرّ بها الصحافة التونسية اليوم، ومحاولات استهدافها بطرق مختلفة». وتلت الحمروني الدوافع الكثيرة التي أدّت إلى ولادة هذا الائتلاف أبرزها: الامتناع عن تطبيق القوانين المنظمة لقطاع الإعلام، وإحياء مشروع بديل قدمته كتلة «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» (حزب الرئيس المرزوقي) الى المجلس الوطني التأسيسي في حزيران (يونيو) ٢٠١٢ ويهدف الى إلغاء المرسوم ١١٥ لسنة ٢٠١١ المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر وتعويضه بنص يجرّم حرية التعبير ويحصّن المسؤولين ضد النقد ويتضمن ما لا يقل عن ١٣ فصلاً لعقوبات سالبة للحرية. واعتبر البيان التأسيسي أنّ كل هذه الخطوات تكشف عن إرادة سياسية للحكام الجدد بكتم حرية الإعلام. وطالب الائتلاف بتطبيق النصوص الضامنة لحرية الصحافة والنشر والطباعة وحرية الاتصال السمعي والبصري. واتهمت الناشطة نزيهة رجيبة التي كانت من أشهر معارضي بن علي، الحكّام الجدد بالهيمنة على الإعلام من جديد ومحاولة تدجينه. واعتبرت الناشطة أنه لا يمكن أن نتحدث عن ديموقراطية وسط غياب حرية الإعلام. أما الرئيس السابق لـ«هيئة إصلاح الإعلام والاتصال» كمال العبيدي، فقد اتهم الترويكا الحاكمة بمحاولة إحياء وزارة الإعلام بهدف بسط يدها على مفاصل القطاع وإخضاع الصحافيين والصحف للضغوط نفسها التي كانوا يعانون منها. وجاءت ولادة هذا الائتلاف في الوقت الذي تفاقمت فيه الاعتداءات على الصحافيين. قبل أيام، تعرضت مجموعة من الاعلاميين في مدينة سيدي بوزيد إلى اعتداء من أنصار «حركة النهضة» و«رابطة حماية الثورة» الذين سلبوهم آلات التسجيل والتصوير، وطردوهم خلال تغطيتهم ندوة صحافية لحزب «نداء تونس» الذي يعدّ القوة الرئيسية الأولى في المعارضة. كما تعرض الصحافي ومدير جريدة «الجرأة» الناطقة بالفرنسية سليم بقة، الى اعتداء بالعنف الشديد في بيته في ضاحية المرسى. وقال بقة في تصريح للإعلام «إنّه فقد جواز سفره وعدداً من الوثائق الشخصية ومبلغاً مالياً وتعرّض لمحاولة اغتصاب فجر الأحد الماضي من مجموعة من الملثمين». علماً أنّ بقة عارض نظام بن علي بشراسة، وكان المصدر الأساسي لكتاب «حاكمة قرطاج» الذي كشف خفايا النظام السابق.