خلال العام الماضي، فوجئ البعض باسم «مشروع ليلى» مندرجاً ضمن برنامج أمسيات «مهرجانات بعلبك». تلك الحفلة التي اعتبرها أفراد الفرقة أشبه باعتراف بهم، قرّروا أن يصوّروها بطريقة خاصة آنذاك ويوثّقوها ضمن «دي في دي» أُطلق أخيراً في «متروبوليس أمبير صوفيل».
بعد أربع سنوات فقط على انطلاقة الفرقة، دُعيت لإحياء حفلة في إطار «مهرجانات بعلبك». المشروع الذي انطلق في لقاء ليلي بين طلاب من «الجامعة الأميركية في بيروت» أنتج ألبومين حتى الآن، وتمكّن من استقطاب عدد كبير من المهتمين بالموسيقى البديلة في لبنان. يمكن القول إنّ دعوة الفرقة الى بعلبك من المحطات المهمة في مسيرة «مشروع ليلى». بحسب مغني الفرقة حامد سنو «من النادر أن يلتفت المهرجان الى هذا النمط من الموسيقى. هو يتبع نهجاً محافظاً أكثر في ما يتعلق بالموسيقى. وكانت دعوتنا اليه بمثابة اعتراف بنا، وخصوصاً أنّ هذه المهرجانات الكبرى لا تستضيف عادة فرقاً شبابية». في تلك الليلة، حلّت كل الكوارث على الفرقة كما يتذكّر سنو في حديث الى «الأخبار»: «عانينا مشكلات من التصوير، الى تجهيزات الاضاءة التي استغرقت وقتاً طويلاً لكي تُثبت. وقد بقي فريق العمل في الليلة السابقة يعدّ للحفلة حتى الرابعة فجراً. أما أنا، فأصبت بألم في حلقي، ما دعا والدي الى القدوم الى بعلبك مع إبرة كورتيزون. في اليوم التالي، شعرت بأنّ أوتاري الصوتية تتمزق من شدة الألم. مع ذلك، استمتعنا كثيراً، وكان التفاعل مع الجمهور الذي أتى بأعداد كبيرة جميلاً جداً، وكان هناك نوع من الكيمياء بيننا وبينه».
ليس غريباً أن يجرى تسجيل الحفلات التي تُنظم ضمن المهرجان، لكنّ ذلك يحصل عادة وفق طريقة التصوير التلفزيوني، ولا يكون مميزاً أو فنياً. لذا، يقول سنو «أصررنا على الاهتمام بالتصوير بأنفسنا، ولجأنا الى شركة «عبود» للانتاج، وأبدى المخرج أمين درّه اهتمامه بتصوير الحفلة. كانت اللحظة مهمة جداً لنا». طغت على التصوير الأجواء الداكنة، وخصوصاً في مطلع الـ «دي في دي» الذي يبدأ بصوت سنو مباشراً الغناء من دون مرافقة آلية في شبه غياب للأضواء، قبل أن تدخل الآلات معه تباعاً. يشرح سنو: «هذه الأجواء الداكنة التي خيّمت على مطلع التصوير أعطته بعداً درامياً مختلفاً عن التصوير المعتاد للحفلات الذي يضيء على وجوه المؤدين مباشرة». في الـ «دي. في. دي»، لا نرى الجمهور الا في الظلمة. فقد جرى التركيز على الآلات والموسيقيين على المسرح. يقول سنو في هذا الاطار: «يظن الناس، ونقرأ ذلك خصوصاً في المقالات النقدية، أنّ حامد سنو هو الذي يقفز طوال الوقت على المسرح. هذا الشريط مهم لناحية إظهاره بقية الموسيقيين وما يفعلونه خلال الحفلة. فراس (أبو فخر) مثلاً يقفز بين 4 آلات، وأميّة (ملاعب) تعزف على 4 كيبودرز في الوقت عينه». لكن للأسف، لا يتضمّن الـ «دي. في. دي» أي «بونوس» قد يمثل قيمة مضافة على الأمسية. والسبب بحسب سنو تفضيل الفرقة التركيز فقط على الحفلة التي تضمنت 19 أغنية. حتى لو كانت هناك نية أصلية في إضافة بعض اللقطات من الكواليس، فقد فضّل أفراد الفرقة أن يغضوا الطرف عنها لعدم نيلها إعجابهم.
mashrou3leila.com