عندما كان مقدّم برنامج «إنت حرّ» جو معلوف يُسأل عن علاقته بالقائمين على mtv التي يملكها ويديرها ميشال غابريال المر، كان يجيب: «أنا موجعلن راسن»، في إشارة إلى المواضيع التي كان يطرحها. لكن في الوقت نفسه، كان معلوف مطمئناً إلى وضعه؛ لأنه كان يعتقد أن علاقة الصداقة التي تربطه بالمرّ، قد تكسر قليلاً من حدّة الغضب الذي يشعر به تجاهه أصحاب القرار في القناة.
كان معلوف يستشير المر بكل شاردة وواردة في برنامجه ويحصل منه على الموافقة لمناقشة المواضيع. في الفترة الاخيرة، حُكي عن خلاف قويّ بين mtv ومعلوف، لكنه لم يظهر إلى العلن لغاية اشتعال الحرب جرّاء الحلقة الأخيرة من «إنت حرّ». تطرّق البرنامج في حلقته التي عرضت الثلاثاء الماضي إلى موضوع ملهى «غوست» في شارع «فريواي» في منطقة الدكوانة (جبل لبنان).
وكان رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة (الأخبار 24/4/2013) قد أقفل الملهى بالشمع الأحمر، بحجّة أنه «مكان للترويج للدعارة واللواط والمخدرات».
للمرة الأولى، اتخذ معلوف ــ على غير عادته ــ الموقف المطلوب (بغض النظر عن نياته ورغبته الدائمة في طرق باب الإثارة)، وحاول الإضاءة على قضية الملهى بإنسانية، فعرض تقريراً بعنوان «لأنهم مثليّون أُقفل المقهى في بلاد الشواذ»!
هاجم معلوف إغلاق الملهى وأسلوب التعامل مع الموقوفين الذين تعرّضوا للضرب والإهانة، وكشف أنّ شختورة كان قد أرسل من هاتفه الخاص لبعض أصدقائه صوراً تظهر الموقوفين مجرّدين من ملابسهم. وافتخر رئيس البلدية بخطوته؛ لأنه رأى أنه «طهّر الدكوانة في ظلّ غياب الدولة»، على حدّ قول معلوف.
استفزّ تقرير «إنت حرّ»، رئيس البلدية الذي تربطه مصالح سياسية قوية مع الأب الروحي للمحطة غابريال المرّ، فطلب الأخير من أمن القناة طرد فريق عمل «إنت حرّ» من مبنى العمل، وأوصل رسالة إلى معلوف بأنه ممنوع من دخول المحطة نهائياً.
لم تكن وتيرة حلقة «إنت حرّ» مرتفعة إلى درجة تؤدي إلى إقفال البرنامج، وخصوصاً أنّ وسائل الإعلام هاجمت شختورة أكثر من التقرير الذي عرضه البرنامج.
في السابق، ارتفعت الأصوات المنددة بأسلوب جو معلوف الذي عالج مختلف القضايا بإثارة وتحريض ورجعية وتخلّف «فريدة» من نوعها، وأدى دور «شرطي الأخلاق» وأسهم في عودتنا سنوات إلى
الوراء.
وإذا بالمرة الوحيدة التي أدى فيها دوره في توعية الرأي العام، تدفعه خارج قناة المرّ.
علماً بأنّ مدة العقد الموقع بين معلوف والقناة تبلغ أربع سنوات، مضى منها سنة ونصف سنة (هو عمر «إنت حرّ»)، فهل يُفسخ العقد نهائياً وينتقل البرنامج إلى قناة أخرى تتمتع بمساحة أكبر من حرية mtv المرهونة بالمصالح؟